11 يناير, 2017 - 04:22:00 بعث المغرب بأولى رسائله لطمأنة دول "الاتحاد الإفريقي" بعد مقاطعته طلية 33 عاما الماضية، حيث أعلن عن نيته للانضمام للاتحاد الإفريقي، وذلك بعدما صادق المجلس الوزاري الذي ترأسه الملك محمد السادس، يوم أمس 10 يناير الجاري، على القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي الموقع بلومي في 11 يوليوز سنة 2000، وجاء في بلاغ المجلس الوزاري، أنه "وحرصا من الملك على استكمال المساطر القانونية، فقد أكد على ضرورة تسريع مسطرة المصادقة على القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي، بما في ذلك اعتماده من طرف مجلسي البرلمان"، إذ من المنتظر أن يصادق البرلمان على القانون التأسيسي. لكن بعض فصول القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي كما هو منشور في الموقع الرسمي "للإتحاد"، تشير إلى أنه قد يفرض على المغرب الاعتراف ب"البوليساريو"، إذ تنص المادة الرابعة من القانون التأسيسي على "عدم المساس بالحدود الموروثة عن الاستعمار"، في هذا السياق ينظر متتبعون لمصادقة المغرب على القانون التأسيسي بمثابة محطة أولى ليعلن حسن نيته للعودة للمنظمة الإفريقية. اليازغي: الأحزاب لم تطرح الموضوع للنقاش محمد اليازغي، الكاتب الأول السابق لحزب "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية"، وأحد المهتمين بملف الصحراء المغربية، قال في تصريح لموقع "لكم"، إنه "لا مجال للشك في كون أن الجزائر هي من دفعت للمصادقة على الميثاق قبل انعقاد القمة الإفريقية المقبلة"، مضيفا، "لكن هناك أرضية الخطاب الملكي الذي أعلن فيه عن موقف المغرب، ملكا وشعبا، تجاه القضية الوطنية وعبر عن رفضه لتواجد البوليساريو". واعتبر اليازغي، الصمت المطبق من طرف الأحزاب والمنظمات الحقوقية تجاه هذا الميثاق بالمؤسف، "لأن الميثاق وموضوع عودة المغرب للمنظمة الإفريقيىة مسألة مصيرية، وللأسف لم تطرح الأحزاب الموضوع للنقاش، وشرح المسألة، لأن الموضوع يحتاج لنقاش بين الأحزاب والمنظمات الحقوقية"، يوضح المتحدث. وعن كون المصادقة إشارة من المغرب للاعتراف بما يسمى ب"الجمهورية الصحراوية" المعلنة من جانب واحد من طرف جبهة "البوليساريو"، قال اليازغي، إن "المغرب لا يعتبر (البوليساريو) دولة كاملة العضوية في الاتحاد الإفريقي، والمغاربة موحدين لعودة المغرب للمنظمة الإقليمية، لكن في نفس الوقت يجب أن يطرح الموضوع الآن، باعتبار المسألة المصيرية مرتبطة بالوحدة الترابية". بلعمشي: المغرب يريد طمأنة الفرقاء ويرى عبد الفتاح بلعمشي، أستاذ العلاقات الدولية ورئيس المركز المغربي للديبلوماسية الموازية، قرار المجلس الوزراي، القاضي بالمصادقة على القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي، أنه مرتبط ومؤطر بالخطاب الملكي الموجه للقمة الإفريقية 27 السابقة المنظمة في روندا، وبتصريح وزير الشؤون الخارجية والتعاون، الذي جاء فيه أن انضمام المغرب للمنظمة الإفريقية غير مشروط، يعني أن "المغرب يحاول طمأنة الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي بكونه ليست لديه أهداف معينة وراء الدخول، لذلك صادق بدون إعطاء تأويلات للمواد الموجودة في الميثاق". بلعمشي، أوضح في تصريح لموقع "لكم"، أن "المغرب حاليا، يعمل على التعبئة الشاملة للعودة القوية للمنظمة الإفريقية، واتخذ مجموعة التدابير من بينها المصادقة على الميثاق المذكور، لأن خصوم الوحدة الترابية يتحركون في اتجاهات مختلفة، مما يحتاج إلى مضاعفة الجهود من أجل العودة سريعا للاتحاد المذكور"، مضيفا "أن مصادقة المغرب على الميثاق لا يعني اعترافا ب"البوليساريو"، والمغرب يتخذ خطواته وفق فقه الأولويات، حيث إذا أراد عضوية المنظمة، عليه المصادقة على الميثاق ثم يتخذ تدابير أخرى موازية". وأشار المتحدث إلى أنه "بمصادقة المغرب على الميثاق واتخاذه التدابير، لن يترك الفرصة لمنظمة الاتحاد الإفريقي رفض عضويته".