بعد أقل من يومين على اعتقال ثلاثة جهاديين مغاربة في إسبانيا، قيل إنهم "كانوا على استعداد للقيام باعتداء إرهابي"، على منوال تلك، التي هزت العاصمة الفرنسية في 13 مارس 2015، تمكنت القيادة العامة للاستعلامات بالشرطة الإسبانية بتعاون وتنسيق مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (المغرب)، من اعتقال، فجر اليوم الاثنين، جهاديا مغربيا مقيما في مدينة سانتياغو في الشمال الإسباني. وأفادت المعطيات المتوفرة، أنه يتزعم خلية للاستقطاب والتجنيد وإرسال مقاتلين أجانب من المغرب، وإسبانيا، وفرنسا لصالح التنظيم الإرهابي "داعش"، في أفق إرسالهم إلى تركيا، ومنها إلى سوريا، والعراق، من أجل تلقي تعليمات، وتدريبات للعودة إلى تنفيذ هجمات إرهابية في أوربا، حسب بلاغ لوزارة الداخلية الإسبانية. الزعيم المغربي، الذي لم يتم كشف هويته، كان، أيضا، يوجه وينسق ويراقب عمل الخلية انطلاقا من إسبانيا، بتعاون مع جهاديين مغربيين آخرين، يقيمان في المغرب، وفرنسا، وكانا يجتمعان معه في إسبانيا للتنسيق قبل أن يقررا السفر إلى سوريا، والعراق، حيث تلقيا تدريبات، وتعليمات دقيقة من الجهاز المكلف بالعمليات الخارجية ل"داعش". وبعد انقضاء مدة التدريب، عادا الجهاديان المغربيان من سوريا بغية تنفيذ اعتداءات إرهابية في أوربا، غير أن المكتب القضائي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة للأمن الوطني، تمكن في نونبر الماضي، من اعتقال أحدهما لما حط الرحال في المملكة ومعه "حامل إلكتروني"، يعتقد أنه يتضمن "تعليمات داعشية" موجهة إلى باقي أفراد الخلية؛ فيما تكلفت، أيضا، السلطات الفرنسية في 20 من الشهر نفسه، باعتقال المغربي الثاني فوق أراضيها، بعد عودته من سوريا. ويدل كل هذا على ارتفاع مستوى التنسيق الاستخباراتي بين المغرب، وفرسنا، وإسبانيا، في قضايا الإرهاب. وبدوره، كشف موقع "كوريو غايغيو" بسانتياغو أن الزعيم المغربي "كان نشيطا عند تجنيد أفراد جدد، والتقرب إلى الشباب الذين يعانون الاقصاء والتهميش (أغلبيتهم مغاربة)، حيث من السهل التأثير عليهم، كما أن هؤلاء الشباب غير مستقرين نفسانيا"، وأضاف أن "الزعيم يستغل مهنته كمدرب لرياضة الملاكمة بغية كسب ثقة" الشباب، الذين يدربهم. وأضافت أن الجهادي، الذي تم اعتقاله في المغرب، والذي قد يكون قدم معلومات مهمة للأجهزة الأمنية المغربية سمحت باعتقال زعيمه الملاكم في إسبانيا، كان يقتسم في وقت سابق الشقة نفسها مع الزعيم، ولم يكن متطرفا، لكن بعد أن عاش معه تحت السقف نفسه، خلال 5 أشهر، بدأ ينشر في مواقع التواصل الاجتماعي محتويات داعشية. بعدها، أمره الزعيم بالسفر إلى تركيا، كما تكلف بمده بالأموال الضرورية خلال مدة الإقامة في سوريا، قبل أن يقرر العودة إلى المغرب، ومعه "حامل إلكتروني"، ويتم اعتقاله بعد أن صدرت في حقه مذكرة بحث من قبل السلطات الإسبانية. وفي الوقت، الذي لاتزال فيه العملية مفتوحة، إذ من شأنها إسقاط جهاديين آخرين مشتبه فيهم بالمغرب، كشف موقع "الإسبانيول" أن هذه العملية المشتركة تدخل في إطار سعي السلطات المغربية والإسبانية إلى التدخل بحزم، وعدم إعطاء أي فرصة للجهاديين، لاسيما بعد التهديدات الأخيرة ل"داعش" ودعوته إلى تكثيف التجنيد في الشمال المغربي.