مراكش:عبد الرحمان البصري موقف محرج وجد فيه مسؤولو مراكش أنفسهم حين استفسرهم الملك محمد السادس،الذي كان يقوم،يوم الاثنين المنصرم، بزيارة للمدرسة العتيقة "ابن يوسف"، عن مآل قطعة أثرية نادرة،عبارة عن صهريج من الرخام،كان يتوسط فناء المدرسة،قبل أن يرد مدير المؤسسة الوطنية للمتاحف بأن الصهريج لازال موجودا ولم يطله أي إهمال،ليأمر الملك بإعادة هذه القطعة الأثرية إلى مكانها الأصلي بالمدرسة التي تعود إلى العهد المريني. مصدر مسؤول أكد ل"اليوم 24 " بأن وقع الصدمة كان قويا على مدير المؤسسة الوطنية للمتاحف،إلى درجة بدا عليه الارتباك و عجز عن الإفصاح عن طبيعة المساطر القانونية المعمول بها في نقل التحف الأثرية،مرجحا بأن يكون جهل مدير المتاحف بتاريخ القطعة الأثرية ومآلها قد زاد الموقف إحراجا. المصدر نفسه أوضح القطعة الأثرية التي استفسر عنها الملك جرى تصنيفها تراثا وطنيا منذ سنة 2001، هي عبارة عن صهريج رخامي استقدمه المرابطون من الأندلس،وكان مثبتا بحائط بمسجد ابن يوسف،قبل أن يتم نقله،في مطلع القرن الماضي،إلى فناء المدرسة،التي كان يستعمل فيها كإناء خاص بالوضوء،ليتم بعد ذلك نقله إلى متحف "دار سي سعيد" بالمدينة نفسها،في مطلع التسعينيات،نظرا لقيمته التاريخية وطبيعته الهشة،وللمحافظة عليه من عوامل التعرية والزمن،و كان مقررا أن يتم نقله إلى المتحف الوطني المزمع إحداثه والخاص بعلوم الآثار والأرض. وأضاف مصدرنا بأن نقل صهريج مدرسة ابن يوسف إلى متحف دار سي سعيد،هي مسطرة قانونية معمول فيها منذ مدة طولية في المغرب وغيره من الدول،وقد سرت على كل القطع الأثرية الموجودة حاليا في المتحف الأثري للرباط،والتي قال بأنها نقلت إليه من مواقع أثرية وتاريخية،من أجل المحافظة عليها وصيانتها.