كان الفنان الشعبي عبد العزيز الستاتي يتمنى أن يحصل على وسام ملكي، على غرار بعض زملائه الفنانين المغاربة، لكنه يعتبر توشيح أي فنان توشيحا للفن عموما ولجميع الفنانين. في هذه الدردشة، يعود الستاتي إلى بداياته وهواياته ومشاكله مع الإشاعات والقرصنة... هل كنت تتمنى أن يكون اسمك ضمن لائحة الموشحين في عيد الشباب الأخير؟ بالطبع كنت أتمنى ذلك، ولكن في الوقت نفسه، أنا سعيد من أجل زملائي الفنانين الذين تم توشيحهم، حيث شعرت أنني وشحت معهم. وبالرغم من أنني لم أكن معهم فقد يأتي دوري في يوم ما، وبالمناسبة أحيي جميع الفنانين الذين تم توشيحهم لأن توشيح أي فنان هو توشيح للفن عموما ولجميع الفنانين.
ما الذي سيضيفه الوسام الملكي لفنان قد يفوق عدد متفرجيه في السهرة الواحدة 300 ألف؟ طبعا أنا سعيد بجمهوري وسعيد بكل فرد يتحمل العناء ليأتي من أجل مشاهدتي في السهرات. حب الجمهور لا يقدر بثمن وهو الأمر الذي تعبت كثيرا من أجل الوصول إليه، رضا الجمهور ومحبته هما الضمان لاستمرار أي فنان كيفما كان، ولكن وفي الوقت نفسه لن أنفي أمنيتي بأن أحظى بالتفاتة ملكية، فالوسام الملكي بالنسبة إلي «بحال التنبر بالنسبة للبرا». التوشيح له قيمة كبيرة جدا بالنسبة إلى أي فنان أو مثقف أو أي شخص يعمل من أجل الوطن، وكما سبق وقلت «يلا عيط ليا سيدنا مستعد نمشي نشوفو واخا حفيان»، كما أنني سأسعد لمجرد لقائه والسلام عليه.
هل سبق لك أن التقيت بالملك الراحل الحسن الثاني؟ لم يسبق لي اللقاء بالملك الراحل الحسن الثاني، ولكن كانت لي فرصة الذهاب إلى القصر الملكي أكثر من مرة، حيث شاركت في بعض المناسبات، وكذا في حفلات عيد العرش في أنحاء المغرب، كما أنني حين بدأت مساري الفني غنيت للملك محمد الخامس كما غنيت أيضا للملك الراحل الحسن الثاني ولدي أغنية عن الملك محمد السادس نصره الله والتي سأقوم بضمها لألبومي المقبل، أنا أحب هذا الوطن وأحب وأحترم وأقدر ملوكه.
هل تتذكر أول مرة غنيت فيها؟ صعب جدا أن أتذكر أول مرة غنيت فيها. ولكنني أتذكر البدايات الأولى، ولدت في العونات، عشقي للغناء وبالعزف على الكمان مصدره عمي بوشعيب برحال، الذي كان يغني ويعزف على الكمنجة، أذكر في البداية أنني قمت بصنع ما يشبه آلة كمنجة بأشياء بسيطة وعندما بلغت الخامسة عشرة من العمر اقتنيت كمنجة حقيقية، اكتشفني عمي بالصدفة وكان يطلب مني الغناء والعزف في المناسبات العائلية، ولكنني كنت أخجل كثيرا، حيث لم أكن أجرؤ على الغناء أمام أحد من أفراد العائلة. بعد ذلك، توجهت إلى مدينة الدارالبيضاء حيث تتلمذت على يد العديد من الفنانين الكبار كالمارشال قيبو والثلاثي خلوق من سيدي بنور وعدد كبير من الشيوخ، منهم من هم معروفون ومنهم من للأسف من لم ينصفهم التاريخ بالرغم من أنهم قدموا الكثير لهذا الفن.
على ذكر من لم ينصفهم التاريخ، هل فكرت في كتابة سيرتك الذاتية؟ كنت سأقدم فيلما سينمائيا عن حياتي بالتعاون مع أخي العرباوي، كما فكرت في كتابة سيرتي الذاتية، ولكن الأمر صعب جدا، يد واحدة لا تصفق، والأمور كهذه تحتاج إلى دعم وزارة الثقافة، ولكن للأسف لا يوجد دعم. فبالرغم من مسيرتي الطويلة ومن جمهوري الكبير لازالت أعاني لنيل أقل حقوقي كفنان، أعاني دائما لمجرد الحصول على تأشيرة للخارج رغم أنني غالبا ما أكون ملتزما بالعديد من الحفلات التي تدوم لأشهر. أعاني كباقي الفنانين بسبب القرصنة لدرجة أنني أصبحت مقلا في تسجيل ألبومات جديدة، ويحز في نفسي كوني من السبعينات وأنا أغني داخل وخارج المغرب وأرفع علم بلدي في أنحاء العالم وفي الأخير أجدني أصارع لانتزاع أقل حقوقي.
كيف هي علاقتك بالسياسة؟ لا علاقة لي بالسياسة، أنا لامنتمي، لكل مجال ناسه، وأنا فنان وقد أقول إنني أكبر سياسي، ولكن... في الفن!
هل سبق لك أن تلقيت عروضا للمشاركة في أعمال سينمائية أو تلفزية؟ بالفعل تلقيت العديد من العروض السينمائية، وكنت أتمنى المشاركة في أحد الأعمال، خصوصا ذات الطابع الفكاهي لأنني بطبعي أحب الفكاهة والمرح والنكت، كما أنني أتقن تقليد الأصوات ومختلف اللهجات من شمال المغرب إلى جنوبه، كما أنني متابع جيد للأعمال الوطنية ويعجبني الممثل محمد بسطاوي والمخرج والممثل شفيق السحيمي والفنانة فاطمة وشاي...
لماذا إذن لم نشاهدك في أي عمل سينمائي أو تلفزيوني؟ للأسف وقتي لا يسمح بذلك، كما قلت أنا أحب التمثيل، ولكن غالبا ما يكون الجدول الزمني لتصوير الأعمال المعروضة عليّ لا يتوافق مع الجدول الزمني للحفلات والسهرات التي أحييها، وأحيانا يكون سبب رفضي أن الدور لا يناسبني.
كيف هي علاقتك بمواقع التواصل الاجتماعي؟ لا علاقة لي بها سوى أن أحد الأصدقاء مؤخرا أنشأ لي حسابا على «فيسبوك» ووجدتني أضيع وقتا طويلا فيه. مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة مهمة للتواصل مع الناس، ولكنها تحتاج إلى الوقت الذي لا أتوفر عليه. كما قلت أنشأت حسابا مؤخرا، ولكنني وجدت نفسي أضيع وقتا طويلا فيه، فقررت الانسحاب... تعتبر سهراتك من أكثر السهرات استقطابا للجمهور، هل لك أن تحكي لنا بعض الطرائف أو الوقائع الغريبة التي سبق أن حدثت لك مع جمهورك؟ الحمد لله جميع المواقف التي سبق أن حدثت لي مع جمهوري تدل على محبته لي، ولذلك، أنا أقدر كثير
هذا لا يمنع أنه سبق أن حدثت لك بعض المواقف التي بقيت عالقة في ذاكرتك؟ بالفعل، هناك الكثير من المواقف، ولكن أكثرها إزعاجا، فتاة كانت تلاحقني أينما حللت وارتحلت، فكانت تأتي من مدينة الرباط وتجلس قبالة بيتي وتنتظر طوال اليوم حتى أخرج بالسيارة فتلتصق بمقدمتها وكان الناس دائما يتدخلون لصرفها وإبعادها.
ما هي الضريبة التي تدفعها ثمنا للنجومية والشهرة؟ الضريبة التي أدفعها هو تعرضي للإشاعات والأخبار المسيئة أحيانا، وللأسف البعض يخطئون في حقي، ولكنني أتسامح ولا أطلب سوى أن يسامح الله الجميع.
ألم تشعر يوما أن شهرتك تأتي على حساب الأسرة والأبناء؟ حياة الفنان صعبة للغاية، لذلك إذا لم يجد الفنان الزوجة المتفهمة التي تدعمه وتتفهم ظروفه الأفضل له أن يبقى عازبا، أنا والحمد لله عملت جاهدا على التوفيق بين فني وأسرتي، لدي اليوم ستة أبناء أعطيهم الوقت الكافي وأعمل جاهدا لتوفير التربية والتعليم الجيدين لهم، وأظن أنني والحمد لله توفقت.
ما هي هواياتك غير الغناء؟ بالإضافة إلى عزفي على الكمان، أنا عازف جيد على آلات العود و»الوتار» كما أنني أغني بالأمازيغية بشكل جيد، أما الهوايات البعيدة عن الفن، فهي أولا الصيد، أستطيع القول إنني صياد ماهر، كما أنني حاصل على الحزام الأسود في «الأيكيدو» ولدي جوائز وشواهد عديدة في رياضتي الرماية والقنص، ينضاف إلى ذلك معرفتي الجيدة ببعض الأمور المرتبطة بالبادية، ورغم ذلك لا أدعي أنني أعرف شيئا، أنا في بحث دائم عن أي تجربة جديدة، وأسعى دائما إلى التعلم.