بثت القناة التلفزية الإيطالية "إيطاليا 1″، ليلة أمس الأحد، تحقيقا حول الطرق، التي يسلكها المهاجرون السريون، خصوصا الأطفال والمراهقون، للتسلل إلى الأراضي الأوربية عن طريق الاختباء تحت الشاحنات. التحقيق أنجزه الصحافي "ماركو مايزانو" لبرنامج "لي ييني"، أحد أكثر البرامج التلفزية متابعة في إيطاليا. ويأتي ذلك بعد أقل من شهرين على منع الشرطة المغربية لزميل له "لويجي بيلاتسا" في البرنامج نفسه من تصوير تحقيق آخر، يتناول "ظاهرة دعارة الأطفال القاصرين بمدينة مراكش"، حيث أوقف، وطرد من المغرب، عبر مطار مراكش المنارة. والصحافي "ماركو مايزانو"، خبر المغرب جيدا بعد أن عاش فيه قرابة سنتين، حتى أنه تعلم التحدث بالدارجة المغربية بطلاقة، وهو ما ساعده على تجنب الأمن، وعلى التواصل مع مجموعة من المراهقين لنقل معاناتهم، وقصة محاولاتهم المرور إلى الضفة الأخرى من المتوسط، وولوج "الفردوس الأوربي". وتلعم ماركو مايزانو الدارجة المغربية، وتمكن من إنجاز تقارير من دول عربية مختلفة، كان آخرها مرافقته الجيش الكوردستاني في معركة تحرير الموصل في العراق قبل أسابيع. ويظهر الصحافي الإيطالي في أحد المقاطع، وهو يصور مشاهد بالقرب من الجمارك المغربية قرب مدخل مدينة سبتةالمحتلة، لكن الأمن المغربي تدخل بمجرد رؤيته، ومنعه من إتمام التصوير. http://www.video.mediaset.it/video/iene/puntata/maisano-il-passaggio-dei-migranti-dall%E2%80%99africa-all%E2%80%99europa_665799.html وطالب رجال الأمن "ماركو مايزانو"، ومرافقه بمدهم بآلة التصوير، وهو ما استجابا له، لكن الصحافي ظل يصور بكاميرا أخرى خفية. وبعد أن أجرى الشرطي مكالمة مع جهة ما يخبرها بتفاصيل الواقعة، تقدم أحد الشرطيين إلى مرافق الصحافي بعد أن شك في أنه لايزال يصور، وسحب منه هاتفه الشخصي، لكن الصحافي ولتشتيت انتباه الشرطيين طلب منهم مسح جميع الصور، التي لا تروقهم، وسيساعدهم في ذلك، بينما كانت الكاميرا الخفية لا تزال توثق كل شيء. وأمام هذا الوضع، ولتفادي تطور الأمور "إلى الأسوأ، أو أي مشاكل مع العدالة" بحسب ما قاله الصحافي، أخبر هذا الأخير أفراد الشرطة بأنه بصدد مغادرة المغرب، وفعلا أعادوا إليه ولمرافقه جوازات سفرهما. دخل ماركو مايزانو إلى سبة المحتلة، لكنه عاد من جديد حتى أتمم إنجاز تحقيقه، إذ إلتقى فيه مجموعة من الشبان، من بينهم قاصرون، لا يكلون من تكرار محاولاتهم للهجرة إلى أوربا، كما دلّوه عن الطرق، التي يستعملونها في محاولاتهم للهجرة إلى إسبانيا. وظهر رجال الأمن المغاربة في أحد المشاهد، وهم في سيارة مدنية، وتدخلوا لإيقاف مراهقين كان قد صور معهما الصحافي الإيطالي بالقرب من ميناء طنجة المتوسط، لكن الإعلامي، ومرافقه اختفيا وسط المدينة، وابتعدا عن أنظار الأمن.