عاش طاقم تلفزي إيطالي من شبكة قنوات ميدياسيت الإيطالية لحظات عصيبة، يوم أمس الأربعاء، في مدينة مراكش، وذلك بعد تدخل السلطات المغربية أثناء تصويره برنامجا حول دعارة القاصرين في المدينة الحمراء. وحل طاقم برنامج "لي يّيني"، الذي يعتبر من أشهر البرامج وأكثرها متابعة في إيطاليا على الإطلاق، قبل أيام في مراكش لتسليط الضوء على ظاهرة الدعارة، التي يكون ضحاياها من الأطفال، الذين لم يبلغوا بعد سن الرشد القانوني، والتي تشهدها العاصمة السياحية للمملكة. لكن بعد تصوير شهادات قاصرين وقاصرات داخل أحد الشقق في مراكش، وخروج الطاقم إلى الشارع حوالي الثانية زوالا، تدخل عشرات رجال الأمن بالزي المدني، وأرغموهم على تسليمهم كل معداتهم. وقال "لودجي بيلاتسا"، في اتصال بصحيفة إيطالية، إن الشرطة المغربية حجزت جميع كاميراتهم، والأشرطة، التي تم تصويرها، وهواتفهم المحمولة أيضا. وظل الصحافي الشهير يوافي الإعلام الإيطالي، أولا بأول بتفاصيل توقيفه، واحتجاز معداته. وقال بيلاتسا في تصريحات صحفية: "قمنا بتصوير، وجمع عدة مواد حول شبكات لدعارة القاصرين، واستقينا شهادات قاصرين وقاصرات يبلغون من العمر ما بين 13 و14 سنة، يتقاضون مبالغ مالية مقابل خدمات جنسية، من أشخاص ليسو فقط سياحا أوربيين بل منهم من ينحدر من دول خليجية، بل وحتى مواطنين مغاربة.. لكن الشرطة المغربية حجزت كل شيء.." وحكى الإعلامي الإيطالي عن أن الأمن المغربي، أوقفه لعدة ساعات، برفقة أحد المصورين يدعى "ماورو بيلاي"، قبل أن يرافقه رجال أمن حتى مطار مراكش المنارة لترحيله إلى إيطاليا، حيث سلموه ورقة الطرد من الأراضي المغربية، وعندما كان في ضيافة الشرطة طُلب منه التوقيع على أوراق مكتوبة باللغة الفرنسية لكنه رفض التوقيع على أية وثيقة، إلا بحضور مسؤول عن السفارة الإيطالية. بيلاتسا تابع قائلا:"نتواجد الآن بمطار مراكش المنارة تحت مراقبة الأمن لا نعرف مصيرنا،ليست هناك رحلات جوية لإيطاليا ليلا،ربما سيتم ترحيلنا إلى باريس صباح الخميس،لم تكن لدينا إمكانية لملاقاة أو الكلام مع أي مسؤول أو مترجم من السفارة الإيطالية،إتهمونا بتصوير قاصرين دون موافقتهم ولكن هدفهم هو تبرير حجزهم لمعداتنا وفيديوهاتنا،وهكذا فعلوا…إعتقلوا أيضا مترجمنا ولا نعرف الآن مصيره..". وليلة أمس الأربعاء، أكد بيلاتسا، أن الأمن أعاد إليه هاتفه، لكن المعدات الأخرى ظلت محجوزة في يد الأمن المغربي. ويحضى الصحفي "بيلاتسا" بشعبية كبيرة جدا في إيطاليا، إذ يقدم روبورتاجات تنطوي دائما على المغامرة، وسبق أن كان المغرب محور روبورتاجاته المثيرة قبل سنوات بعد أن حل مرة بشمال المغرب حيث تحدث عن المخدرات وعن طرق وصولها إلى إيطاليا. وفي شريط آخر حل بمنطقة خريبكة حيث كشف كيف تقوم شبكات منظمة بسرقة السيارات في إيطاليا ونقلها لإعادة بيعها بالمملكة.