بعد تزايد أعداد المغاربة الملتحقين بصفوف المجاهدين ضد قوات بشار الأسد بسوريا، تضرب عناصر الأمن المغربية طوقا من حديد على مجموعة من المعتقلين السابقين في إطار قضايا إرهابية لمنع مغادرتهم للتراب الوطني صوب سوريا. وتشير المعلومات المتوفرة، إلى أن عناصر الأمن أحبطت خلال الأسبوع الجاري محاولة عبور 9 مغاربة إلى سوريا عبر تركيا، الوجهة التي يلجأ إليها عادة «المجاهدون» من أجل الوصول إلى التراب السوري. وقالت مصادر أمنية ل «اليوم24» إن «عناصر الأمن منعت سفر 9 مغاربة كانوا يستعدون إلى الالتحاق بقوات الجيش الحر». وأضافت المصادر ذاتها، «كل هؤلاء التسعة الموقوفين سبق أن قضوا عقوبات حبسية تتراوح ما بين سنتين و7 سنوات سجنا على خلفية قضايا إرهابية». ولم تخف المصادر ذاتها، أن «اثنان من هؤلاء اعتقلوا على خلفية أحداث 16 ماي الإرهابية، قبل أن يتم إطلاق سراحهم بعد قضائهم للمدد المحكوم بها عليهم». وتم الاستماع إلى المعنيين بالأمر، الذين ينحدرون من مدن طنجة والرباط وسلا والقنيطرة، من قبل العناصر الأمنية، قبل أن يتم إطلاق سراحهم». وقالت المصادر ذاتها، إن «عناصر الأمر تضرب حصارا شديدا على العديد من المعتقلين السابقين في إطار قضايا إرهابية، خاصة بعد أن تأكد أن العديد منهم هاجروا إلى سوريا للجهاد إلى جانب الجيش الحر». وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن حوالي 40 معتقلا إسلاميا، كانوا سابقا بالمغرب، حكم عليهم في إطار قانون مكافحة الإرهاب، هاجروا إلى الأراضي السورية قصد القتال إلى جانب الجيش الحر السوري والجماعات الجهادية ، في مواجهة قوات النظام السوري. وضمن هؤلاء نشطاء في إطار جمعيات تعنى بالدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، وكان آخرهم أنس الحلوي، الناطق الرسمي السابق باسم اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين. وقالت مصادر «أخبار اليوم» إن «غالبية الملتحقين بصفوف قوات الجيش الحر معتقلين سابقين على خلفية قضايا إرهابية». وتبعا لذلك، تضيف المصادر ذاتها، «عملت السلطات الأمنية على متابعة تحركات العديد من هؤلاء داخل المغرب»، خصوصا مع «إقدام الكثير منهم إلى طلب جوازات سفر». وكان تقرير لوكالة الإحصائيات «بانتا بوليس» كشف أن عدد المغاربة المجاهدين الذين لقوا حتفهم في سوريا منذ انطلاق شرارة الحرب بين نظام بشار الأسد والجماعات المسلحة، وإلى حدود متم سنة 2013، يقدر ب412 قتيلا ضمن 9910 من مجموع عدد القتلى الأجانب، وصنفت الوكالة الأمريكية المغرب في المرتبة السابعة ضمن 49 دولة الأكثر تصديرا للمجاهدين للأراضي السورية من حيث عدد القتلى، وراء كل من تونس التي تربعت على قائمة ضحايا المعارك الطاحنة في سوريا، حيث بلغ عددهم وفق أرقام المنظمة الأمريكية نحو 1902 قتيلا. التقرير ذاته وضع ليبيا في المرتبة الثانية من حيث عدد القتلى في سوريا، والذي قدرب 1807 ليبيا، متبوعة بالمجاهدين الفلسطينيين ب 1002 ضحية، فيما احتلت لبنان المرتبة الرابعة فعدد المسلحين الذين لقوا حتفهم سواء أثناء مناصرة بشار أو مواجهة جيشه ب 828 لبنانيا، مصر التي تعيش أوضاعا داخلية صعبة، قدمت نحو 821 مصريا، لكن في الأراضي السورية؛ واحتل مجاهدو السعودية المرتبة السادسة ب 714 قتيلا، فيما احتلت اليمن المرتبة السابعة ب 571، فالمغرب ثامنا ب412 ضحية، متقدما بذلك على الجزائر التي صنفت في المرتبة العاشرة برصيد 273 قتيلا، فيما لم تقدم الكويت سوى 71 جهاديا، وعمان 21، والإمارات 9 قتلى، ودولة قطر 8، فيما تذيلت موريتانيا قائمة ضحايا الجهاد في سوريا بقتيل واحد .