ذكرت يومية « إيل باييس» الإسبانية أن مواطنا مغربيا ينحدر من مدينة سبتةالمحتلة لقي حتفه في مطلع يونيو الجاري في سوريا، حيث كان يقاتل إلى جانب الجيش السوري الحر الذي يخوض مواجهات دامية مع جيش بشار الأسد . وكانت عائلة رشيد قد تلقت مكالمة من سوريا تفيد أنه سقط « شهيدا» دفاعا عن الثورة السوريةدون أن تحدد المنطقة التي قتل فيها. وأضافت ذات المصادر أن الأمر يتعلق بالمسمى قيد حياته رشيد وهبي ، 32 سنة ، والذي كان يعمل في المدينة المغربية المحتلة كسائق طاكسي، كما أنه كان متزوجا وله طفلان. وإذا كان رشيد وهبي أول مغربي يتأكد مقتله في سوريا ، فمن غير المستبعد سقوط مغاربة آخرين هناك ، حيث يعتقد أن عشرات من المغاربة المنحدرين من سبتة ، الفنيدق وتطوان قد توجهوا إلى بلاد الشام للقتال إلى جانب الجيش السوري الحر ضد قوات حاكم دمشق. وقد أقامت عائلة رشيد السبت الماضي حفل عزاء حضره العديد من مغاربة سبتة الذي قدموا التعازي لوالديه وزوجته. مصادر إعلامية من سبتةالمحتلة أكدت بدورها أن ثلاثة مغاربة سبق لهم أن توجهوا إلى سوريا في أبريل الماضي، بدعوى دراسة القرآن في دمشق، ويعتقد أنهم اتخذوا ذلك كغطاء للقتال إلى جانب الجيش السوري الحر ، وهو ما استدعى من الشرطة الإسبانية فتح تحقيق حول ملابسات سفرهم إلى بلاد الشام ، ومن تكفل بمصاريف التنقل ، وما إذا كانت تربطهم علاقات بعشرات المغاربة المنحدرين من الفنيدق وتطوان الذين توجهوا بدورهم إلى القتال في سوريا. ويسود الاعتقاد حاليا بأنهم تمكنوا من دخول سوريا عن طريق تركيا ، حيث توجد قيادة الجيش السوري الحر بالقرب من الحدود مع سوريا، بزعامة العقيد رياض الأسعد. وكان رياض الأسعد قد نفى في عدة مناسبات، آخرها الاثنين الماضي، وجود مقاتلين أجانب في صفوف الجيش السوري الحر، معتبرا أن «التحاق مجاهدين أو عناصر من القاعدة بالجيش السوري الحر من شأنه أن يؤثر سلبا على الثورة،»غير أن نظام الأسد يؤكد أن « جهاديين وإرهابيين يقاتلون إلى جانب الجيش السوري الحر» .وكان السفير السوري في الأممالمتحدة ، بشار الجعفري قد قدم في مارس الماضي في مجلس الأمن، لائحة ب26 « جهاديا» قال إن جيش النظام ألقى عليهم القبض ، وبعدها اعترفت الحكومة التونسية بأن 19 منهم تونسيون. وفي هذا الإطار نقلت إيل باييس عن معارضين سوريين في باريس ، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم ، وجود مئات من الشبان المسلمين الذين يقاتلون ضد قوات بشار الأسد، غير أن عددهم يبقى أقل من الذين توجهوا سنة 2003 إلى العراق لمواجهة القوات الأمريكية ، إذ في هذه الحالة كان وجود قوات غازية على أرض عربية يشكل عامل استقطاب لمواجهتها في حين أن الحرب الدائرة في سوريا هي بين طرفين سوريين.