أعلنت أمينة مال حركة «ضمير»، وداد ملحاف، استقالتها من الحركة بسبب «الغموض» الذي يلف علاقة المنسق الوطني للجمعية، صلاح الوديع، بحزب الأصالة والمعاصرة أسابيع قليلة بعد تأسيسها كإطار يضمّ وجوها وفعاليات يسارية وتقدمية و«حداثية»، شهدت حركة «ضمير» تفجير أول ألغامها الداخلية، بإعلان أمينة مالها والقيادية البارزة في حركة «20 فبراير»، وداد ملحاف، استقالتها من الحركة بسبب الغموض الذي يلفّ علاقة المنسق الوطني للجمعية، صلاح الوديع، بحزب الأصالة والمعاصرة. هذا الأخير كان قد أعلن في تصريحات صحافية أعقبت الإعلان عن تأسيس حركة «ضمير»، أنه استقال من حزب الأصالة والمعاصرة، قبل أن يخرج الأمين العام للحزب، مصطفى بكوري، في برنامج تلفزيوني بثته قناة «ميدي1 تي في»، ويقول إن الاستقالة غير موجودة، وإنه سيلتقي الوديع من أجل التفاهم معه. وهو ما رأى فيه البعض توظيفا للحركة الجديدة لتحسين الموقع التفاوضي للوديع داخل حزب الجرار، أو ربطها بهذا الأخير تحسينا لصورته. رسالة الاستقالة التي وجّهتها وداد ملحاف إلى كل من الوديع وأعضاء كل من المكتب التنفيذي والمجلس الوطني، تقول إنه في أول اجتماع لتقسيم مهام المكتب التنفيذي، «قرأ الأستاذ صلاح الوديع رسالة سبق له أن وجهها للسيد مصطفى البكوري، مفادها أنه قرر الاستقالة من حزب الأصالة والمعاصرة (رغم أنه لم يكن ملزما بذلك)، وتأكد ذلك في مقالات تطرقت لنفس الموضوع في مختلف المنابر الإعلامية. إلا أن حوار السيد البكوري في قناة «ميدي 1 تي في» عن نفس الموضوع أكد في جوابه عن صحة استقالة المنسق الوطني لحركة ضمير، أنه لم يستقل بعد وسيلتقي به لمناقشة أوضاع الحزب». تناقض تقول الناشطة الحقوقية الشابة، إنه دفعها لطرح السؤال عدة مرات في رسائل مشتركة ب «الإيميل» بين أعضاء المكتب التنفيذي عن صحة استقالة أم عدم استقالة صلاح الوديع من الحزب. «لكن لم أتلق أي جواب منه، واخترت أن يكون النقاش أمام باقي الأعضاء، لأن أمر استقلالية الجمعية يهم الجميع، وكذلك لأن الرسالة التي قرئت في الاجتماع الأول حول الاستقالة لم تقرأ علي وحدي بل على الكل». وتحدّثت رسالة الاستقالة عن كون الوديع واجه رسائلها بغموض وصمت، موضحة في اتصال مع « اليوم24» أن عضوا واحدا في المكتب التنفيذي هو حميد اللقماني، من أجاب على رسائلها الاستفسارية التي قالت، إن عددها أربعة، معتبرا أنها لا تملك حق مساءلة أي شخص عن انتمائه الحزبي، لأن ذلك حق مكفول للجميع. ردّ مماثل قاله الوديع ل « اليوم24» في اتصال أجرته معه، وبعدما رفض بشدة الحديث عن علاقته ب «البام»، اكتفى بالقول، إن «هذا مساس بحق من حقوق الناس وهو الانتماء إلى الأحزاب من عدمه». وأضاف الوديع أن القانون الأساسي لحركة «ضمير»، لا يشترط على أعضائها الانتماء إلى الأحزاب أو الانسحاب منها. في المقابل، ردّت وداد ملحاف على هذه الانتقادات بالقول، إن مشكلتها ليست مع الانتماء الحزبي لأي كان، «ودليل ذلك أن حميد اللقماني نفسه ينتمي إلى «البام»، وسعيد السعدي ينتمي إلى التقدم والاشتراكية، لكن السيد صلاح الوديع هو من بادر من تلقاء نفسه ودون أن يطلب منه أحد ذلك، إلى الإعلان في أول اجتماع أنه استقال، وقرأ علينا رسالة استقالته من الحزب، لكن حين خرج مصطفى البكوري ليقول، إن الاستقالة غير موجودة، سكت وتصرّف كما لو أن شيئا لم يكن». وأضافت ملحاف أن الوديع مثلما بادر إلى إشراك أعضاء الجمعية في خبر استقالته، كان عليه أن يشركهم في توضيح ما قاله البكوري، حتى وإن كان قد تراجع عن الاستقالة من الحزب.