وصل صدى المسيرة التي نظمها اليوم الجمعة، أبناء مدينة الحسيمة، إلى كل ربوع المملكة، حيث تناقل "شعب الفايسبوك" صور المسيرة على نطاق واسع، وكثيرون أرفقوها بتعاليق تثني على حسن التنظيم، والسلمية، التي ميزتها بل وميزت كل المسيرات التي نظمتها اللجنة المشرفة على الاحتجاجات منذ وفاة بائع السمك محسن فكري، قبل أسبوع. وأضاء المواطنون شوارع المدينة بشموعهم، وقبلها صدحت حناجرهم بساحة محمد السادس، بشعارات تطوق إلى الحرية والعدالة الاجتماعية ورفع الظلم والتهميش على المنطقة. وتأكيدا على سلمية أشكالهم الاحتجاجية، تطوع الكثيرون من المشاركين لحماية المؤسسات التي تصادفها المسيرة في طريقها، من خلال سلاسل بشرية تشكل طوقا تمنع وصول المشاركين اليها. وكان أهم طوق ذلك الذي ضرب على مفوضية الأمن، وسياراتها التي تقع على بعد أمتار فقط من ساحة محمد السادس التي انطلقت منها المسيرة. كما كان واضحا خلال الحراك الذي شهدته مدينة الحسيمة اليوم، أن المحتجين الذين بلغ عددهم حوالي 40 ألفا حسب مصدر حقوقي، بالإضافة إلى تأكيدهم على ضرورة محاكمة الجناة والمتسببين في وفاة محسن فكري، شددوا على أن حادثة بائع السمك هي المدخل لإنصاف المنطقة هو مواجهة كل أشكال الفساد والاختلالات التي تعرفها مجموعة من القطاعات، خاصة قطاع الصيد البحري الذي يشكل بالنسبة لأبناء المدينة رافدا أساسيا، لا يمكن لعجلة التنمية أن تدور دونه. في مسيرة اليوم ذابت الانتماءات السياسية، ونزل الجميع الى الشارع، دفاعا عن الكرامة والعدالة. وتأكيدا دائما، على حضارة ورقي الاحتجاج "الريفي"، انخرط شباب من المشاركين، مباشرة بعد نهاية المسيرة، في عملية تنظيف الساحة التي احتضنت الوقفة بداية وانطلقت منها المسيرة. وعمل الشباب على جمع النفايات التي تخلص منها بعض المحتجين في لحظة حماس زائد، فكان ذلك درس اخر، حسب العديد من المراقبين، يضمن في كراسة الدروس التي كتبها المحتجون طوال أسبوع.