إلى حد الآن، لا يقوى منير الزرايدي، على استيعات ما عاشه وأسرته الصغيرة، قبل أسبوعين، بعد رحلة عودة من عشاء عائلي، في الدارالبيضاء، صوب بيته في الرباط، عبر الأوطوروت. الأب بالكاد يستجمع قواه، وهو يلقي النظر على زوجته الممدة على سرير المرض، بمستشفى الشيخ زايد في الرباط، بعد تعرض الأسرة لهجوم خطير من قبل عصابة تتربص بالسائقين، ليلا، في الطريق السيار الرابط بين الدارالبيضاءوالرباط. الهجوم الخطير، الذي تعرضت له أسرة الزرايدي، يوم الثلاثاء الماضي، من طرف العصابة المذكورة، كاد أن يفقد أفرادها الحياة، إذ فوجئوا في طريق عودتهم من الدارالبيضاء إلى الرباط بشخص ملثم، خرج من مكان ما على يمين الطريق، حاملا حجرا كبيرا رمى به الواجهة الأمامية للسيارة، حيث اخترقها، وأحدث الرعب وسط راكبيها. وفي الوقت الذي كان السائق (رب الأسرة) بالكاد يحاول استيعاب ما حدث باغثه شخصان آخران من يسار الطريق، محاولين إجباره على التوقف.
وزاد الرجل يحكي عن معاناته خلال تلك الرحلة: "لا يمكنكم أن تتخليوا كيف مر الوقت علينا ما بين محطة الأداء والرباط.. الزوجتي مغشى عليها، وطفلاي يبكيان، والزجاج محطم، والبرد يدخل من الحفرة التي خلفها الحجر...". وبعد وصول الأسرة إلى مصحة "الشيخ زايد" في الرباط، حيث خضعت زوجة منير للصور الإشعاعية اللازمة، ظهر أن إصابتها بليغة، ما ألزم، في اليوم الموالي (الأربعاء) إجراءعملية على وجه السرعة، ويرتقب أن تخضع، غدا الاثنين، لعملية أخرى، وهنا يشير منير الزرايدي إلى إشكالية أخرى وجد نفسه أمامها، تتمثل في كون زوجته التي تعمل كصيدلانية لا تتوفر على تغطية صحية، كما لا تشملها التغطية الصحية التي يستفيد منها الزوج الذي يعمل كإطار في مؤسسة شبه عمومية، مبرزا بخصوص تكاليف ما خضعت له زوجته من عمليات أنه لا يعلم بعد "لم أسأل حتى لا أُصدم فأنا أعلم أن الكلفة ستكون عالية ولكن الأهم بالنسبة لي الآن أن تشفى زوجتي وتعود كما كانت".