العلاقة بين الصحافة والإرهاب كانت موضوع المداخلة التي قدمها الصحفي ادريس كسيكس في مقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان يوم الجمعة الماضية في إطار ندوة حقوقية على هامش التضامن مع علي انوزلا ادريس كسيكس عرف الإرهاب على أنه ينقسم إلى نوعين: الإرهاب الآتي من فوق٫ وهو الإرهاب الذي تمارسه الدولة ولا يتم استعمال هذه التسمية لوصفه لأن القتل أو العنف يكون من أجل الأمن والسلامة والعامة٫ وهو ما تروج له العديد من الدول كالولايات المتحدةالأمريكية وإسرائيل من أجل تبرير العنف الذي تمارسه، أما العنف الآتي من تحت فهو المعارضة بالقوة وبالترهيب. ولأن الإرهاب يحتاج إلى الإشهار ويحتاج إلى مكبر الصوت فهنا تظهر العلاقة بين الإعلام والإرهاب، لكن الأنظمة الأتوقراطية "كالمغرب تقوم بتوسيع مفهوم الإرهاب حتى تواجه أصحاب الأفكار المعارضة"، هذا التوسع في تعريف الإرهاب وضع الإعلام أمام معضلة حول الكيفية التي يجب أن يتعامل بها مع الإرهاب. ذلك أنه حسب ادريس كسيكس هناك ثلاثة مواقف من الإرهاب في الإعلام المغربي، هناك اتجاه "الانبهار والرفض"، أي أنه يرفض الأعمال الإرهابية ويعلن عن ذلك ولكن مع ذلك فإنه يتفاعل مع هذه القضايا٫ وهذه "هي حالة موقع (لكم)٫ الذي أعلن عن رفضه للإرهاب لكنه تفاعل مع الخبر"، وهناك توجه ثاني الذي يأخذ مسافة من الدولة التي تريد التشهير بالإرهاب وبين الإرهابيين الذين يريدون الإشهار، وأخيرا هناك التوجه الثالث الذي يقول بأنه يجب فرض حاجز صمت على الإرهاب والتعامل معه كما لو أنه غير موجود، وهذا التيار هو الذي كان سائدا في المغرب "لولا أن جاءت الصحافة الإلكترونية التي أنهت الوصاية التي يفرضها الإعلام على المتلقي ويختار له المواضع التي يجب أن يتعاطى معها". ادريس كسيكس قال بأن الصحافة الإلكترونية جعلت من المستهلك الرقمي يساعد على مراقبة الشأن العام٫ وأصبح من غير المقبول أن يتم التحكم في المواضيع التي سيتم تقديمها له وأنهت الفكرة السائدة التي كانت تقول بأنه يجب التعامل مع قضايا الإرهاب بالصمت وعدم تقديمها للمتلقي. كما سجل الصحفي ادريس كسيكس تركيز وسائل الإعلام على ما أسماه الإرهاب التحتي في حين تتناسى وسائل الإعلام "الإرهاب الفوقي الذي تمارسه الدولة والذي ومازال حاضرا لكنه مسكوت عنه"، لذلك فمن أجل توضيح علاقة الصحافة بالإرهاب "يجب التخلي عن التعريف الواسع للإرهاب وإعطائه تعريفا دقيقا".