اتخذت المواجهة بين العدالة والتنمية والسلطة المحلية بمدينة القنيطرة تصعيدا خطيرا، حيث أقدمت هذه الأخيرة على اتهام أنصار حزب العدالة والتنمية بكونهم اعتدوا على رئيس المنطقة الحضرية "الساكنية"، عن السلطة المحلية. وقالت رواية السلطة أن أتباع البيجيدي أسقطوا رئيس الدائرة أرضا، وأصابوه إصابات بليغة على مستوى الرأس مساء أمس الاثنين، قبل أن يتم "نقل رجل السلطة المذكور في حالة غيبوبة إلى المستشفى العسكري بالرباط، فيما تم فتح تحقيق في الحادث من طرف السلطات الأمنية، تحت إشراف النيابة العامة المختصة"، تضيف رواية السلطة. وأكدت الرواية ذاتها، أن "هذا الاعتداء جاء بعد تدخل رجل السلطة المذكور، في إطار المهام المخولة له قانونا، لتنبيه أتباع حزب العدالة والتنمية لعدم قانونية تجمع غير مصرح به أقاموه في إطار الحملة الانتخابية للاستحقاقات التشريعية". لكن رقية الرميد، المكلفة القانونية بالحملة الانتخابية بمدينة القنيطرة، نفت نفيا مطلقا هذه الرواية التي أعلنت عنها السلطة المحلية. وأوضحت أن قياد ورئيس الدائرة بمنطقة "الساكنية"، تدخلوا لتوقيف اجتماع داخلي للبيجيدي بأحد أحياء القنيطرة، وكان هذا اللقاء مخصصا لتكوين المراقبين يوم التصويت، واحتجت السلطة بكون اللقاء لا يتوفر على ترخيص. وتضيف الرميد ل"اليوم24″ أنه لما اقتحمت السلطة المكان الذي كان مخصصا لتكوين المراقبين، حضر مسؤولو الحزب لعين المكان، من بينهم المتحدثة، المحامية رقية الرميد، بصفتها المكلفة بالمتابعة القانونية للحملة الانتخابية بالقنيطرة، وفوجئت كما فوجئ الجميع بأحد الأشخاص لا يبدو على هيئته أنه رجل سلطة، لأنه كان ينتعل خفا بلاستيكيا "صندالة بلاستيكية" وسروال جينز، تورد المتحدثة. وقالت المحامية، بأنها لم تعرف هذا الشخص حينها، وشرع في تصوير اللقاء، قبل أن تقصده المحامية وقالت له من انت ولماذا تصور، او على الأقل كف عن إشعال أدوات التصوير "الفلاش"، فجلس ذات الشخص بطريقة هادئة وجلس إلى الأرض وأسند ظهره إلى سيارة كانت توجد بعين المكان دون أن يمسه أحد لأنه لا احد كان أمامه سوى الرميد نفسها، قبل أن تكتشف بأن هذا الشخص هو رئيس الدائرة. وبعدها تضيف ذات المتحدثة :"اقتربت منه قائدة المنطقة، وبدأ في توجيه التعليمات لها، وشرعت هذه الأخيرة في إجراء الاتصالات". وزادت رواية رقية الرميد، أنه لما حدث هذا الحادث حضر عدد من مسؤولي الأمن وباشا المدينة ومسؤولين آخرين كما حضرت سيارة الإسعاف حملت رئيس الدائرة. ولم تخف الرميد، أن ذات الشخص معروف بدعمه للبام وبمحاربته لحزب العدالة والتنمية، خاصة إنه يعلم جيدا أن حزب البيجيدي لديه شعبية كبيرة في تلك المنطقة بالخصوص، وهو حي الساكنية، ولا يتورع في شن حرب ضروس على العدالة والتنمية بالقنيطرة، بحسبها.