قامت السلطات في مدينة المضيق بمسح أعمال فنية زينت مدخل احدى الثانويات الإعدادية، كان قد رسمها أساتذة الفن التشكيلي بمعية تلاميذ هذه المؤسسة، وأتلفت كل معالم الابداع والرسم الجمالي، وتم وضع مكانها خانات تخص الدعاية الانتخابية. ولقي هذا السلوك استغرابا واسعا من قبل الرأي العام، ومن قبل رواد موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك". وتداول الفضاء الأزرق بيانا استنكاريا قويا، خطّه أستاذ سابق لمادة التربية التشكيلية في الثانوية الإعدادية بالمضيق، وتافنان التشكيلي، يوسف سعدون، الذي أدان مسح الجداريات الموجودة في مدخل، ومحيط المؤسسة. وكان استاذ التربية التشكيلية قد أشرف شخصيا على إنجاز الجداريات رفقة زميله، سعيد لكبير، بمساهمة مجموعة من تلاميذ المؤسسة، خلال موسم 2014-2015. وقال أستاذ الفن التشكيلي في البيان المعمم: "في الوقت الذي كنت أنتظر من المسؤولين أن يقتدوا بهذه المبادرة الفنية، ويعمموها على فضاءات مدينة المضيق الجميلة، نراهم يجهزون على هذه الجداريات وكأن المكان ضاق، ولا توجد به جدران أخرى يمكن أن تستوعب هذه الخانات…". واعتبر المتحدث نفسه أن مسح السلطات المعنية لهذا الابداع الجمالي والفني يعد فعلا همجيا ومعاديا لكل القيم الجمالية. واستغرب "من سمح لتلك الفرشاة العمياء بمسح عمل فني جماعي، ساهم فيه مجموعة من التلاميذ، وأعطى بعدا جماليا لمدخل المؤسسة ومحيطها…"، يقول البيان. ودعا الفنان التشكيلي، صاحب البيان، والابداع، كل الفعاليات في المدينة لشجب هذا الفعل، الذي وصفه "بالمقيت"، و"القيام بمبادرات نضالية من أجل فضح المسؤولين على اغتيال الجمال في المدينة، وإعادة الاعتبار للمبادرات الفنية فيها.."، يقول المصدر ذاته.