تجاوزت مبيعات السيارات، خلال نهاية غشت الماضي، حاجز 100 ألف سيارة، وهي المرة الأولى التي تتمكن فيها شركات السيارات من تجاوز هذا الحاجز، خلال ثمانية أشهر فقط من السنة، ما يعني إمكانية تحقيق مكاسب إضافية في ما تبقى من السنة الجارية. وحسب معطيات جمعية موزعي ومستوردي السيارات «أفيام»، فإن العطلة الصيفية لم تمنع من استمرار تسجيل نمو في المبيعات، فضلا عن استمرار أثر معرض السيارات الأخير على مجمل المبيعات، وهكذا بلغت المبيعات الإجمالية 100 ألف و490 سيارة خفيفة، ما يمثل نموا بواقع 32 في المائة مقارنة مع الأشهر الثمانية الأولى من سنة 2015. المبيعات القياسية إلى حدود شهر غشت، تأتي لتأكيد نمو المبيعات المسجل خلال النصف الأول من السنة، إذ تشير أرقام المبيعات المسجلة، إلى حدود نهاية يونيو الماضي، إلى تحقيق نمو بلغ 34 في المائة، ما جعل مهنيي القطاع يتوقعون تسجيل رقم قياسي جديد للمبيعات خلال هذه السنة. وحسب جمعية الموزعين، فقد بلغ عدد السيارات التي بيعت خلال النصف الأول من سنة 2016 ما مجموعه 83 ألفا و579 سيارة، رغم الظرفية الصعبة التي يعيشها قطاع السيارات النفعية الخفيفة. وتشير أرقام الجمعية إلى حدود نهاية غشت، إلى محافظة علامتي «داسيا» و«رونو» على أداء جيد من خلال تسجيلهما ما مجموعه 38 في المائة من مبيعات السيارات الخفيفة، حيث بلغت مبيعات علامة داسيا لوحدها 27 ألفا و641 سيارة، بفضل الأداء الجيد لسيارتي «لوغان» و»داستر» اللتين تعرفان إقبالا متميزا لدى المستهلكين، في حين تمكنت علامة «رونو» من بيع ما مجموعه 10 آلاف و559 سيارة. وتمكنت علامة «رونو» من استعادة مرتبتها الثانية من علامتي «فورد» و«هيونداي»، بفضل الأداء الجيد لسيارة «كليو 5» التي حققت مبيعات استئنائية خلال الأشهر الثمانية الأولى، وهذا ما جعل العلامة الفرنسية رونو تتمكن من تسجيل 10.5 في المائة من حصص السوق، متجاوزة العلامة الأمريكية «فورد» التي استقرت في الرتبة الثالثة بواقع 9.9 في المائة من حصة المبيعات. وحققت علامة «فورد» بأصنافها المتعددة، مبيعات في حدود 10 آلاف سيارة خفيفة، ما يعني تسجيل نمو مهم مقارنة بالفترة ذاتها من السنة الماضية قدرت بحوالي 56 في المائة، وساهم في هذا الأداء تنويع عروض العلامة الأمريكية لتشمل جميع الأصناف، مع التأكيد على استمرار سيارة «فييستا» في تسجيل أداء متميز، ما مكنها من احتلال مرتبة ضمن العلامات الثلاث الأكثر مبيعا في المملكة، وضمان ترتيب جيد لعلامة فورد بشكل عام خلف العلامة الفرنسية «رونو». وخلف العلامات الثلاث الأولى من حيث المبيعات، شهد سوق السيارات حركية مهمة ميزها عودة العلامة الألمانية «فولسفاغن» إلى التنافس بقوة، مقابل فقدان العلامة الكورية «هيونداي» لنصيب مهم من أدائها، مع بلوغ عدد من أصنافها الرائدة مرحلة متقدمة من عمرها، ما جعل العلامة تتراجع إلى الرتبة الخامسة بحصة سوق لا تتجاوز 6.7 في المائة ومبيعات في حدود 6 آلاف و769 سيارة فقط. بالمقابل تمكنت علامة «فولسفاغن»، التي ظلت متأخرة لمدة طويلة وراء العلامات الفرنسية «بوجو» و»رونو» و»داسيا»، فضلا عن علامتي «فورد» و»هيونداي» من العودة إلى المنافسة هذه السنة، من خلال الأداء الجيد التي حققته سيارة «غولف» وأيضا «بولو» و»تيغوان». وتمكنت «فولسفاغن» بفضل هذه الأصناف الثلاثة من احتلال الرتبة الرابعة خلف «فورد» بمبيعات بلغت خلال الأشهر الثمانية الأولى 6843 وحدة، ما يعني نموا في حصص السوق بنسبة 90 في المائة خلال سنة، وهو أفضل أداء تحققه الشركة التي لم تتأثر بالضجة العالمية التي عرفتها مؤخرا بعد فضيحة التلاعب في اختبارات انبعاثات المحركات في شهر شتنبر من السنة الماضية التي سببت خسائر مهمة للعلامة الألمانية في عدد كبير من الأسواق العالمية.