تعليقا على دعم أو تعاطف أو على الأقل عدم معاداة مجموعة من العلمانيين واليساريين ل"البيجيدي" رغم أنهم لا يتقاسمون إيديولوجيته، يرى المحلل السياسي والناشط الحقوقي المعطي منجب أن هذا التحول بدأ منذ انتخابات 2011، مشيرا كنموذج على ذلك إلى رجل الأعمال كريم التازي، والذي عبر صراحة عن دعمه لمطالب "البيجيدي" بخصوص تطبيق الدستور وتأويله تأويلا ديمقراطيا. وتابع منجب مفسرا هذا التحول المتمثل في دعم وتعاطف عدد من اليساريين مع العدالة والتنمية بالقول إن هؤلاء "يرون أنه يجب دعم هذا الحزب المستقل بشكل ولو نسبي عن النظام لأن حكومته حاولت تفعيل الدستور فيما يخص توزيع السلطة، لصالح الحكومة والبرلمان حتى لا يبقى القرار محتكرا بيد نخبة غير منتخبة تستمد مشروعيتها في الغالب من السلطة"، وبالتالي هم يعتبرون أن دعم هذا الحزب "نافع لكل النخب السياسية ولكل البلاد ولما تكون هناك أغلبية يسارية فسيستفيد اليساريون من هذا التقدم الذي سيكون من الصعب التراجع عنه بعد ذلك". ينضاف إلى ما سبق أن من يدعمون البيجيدي يدعمونه على أساس أنه يعكس "توجها شعبيا"، وبالتالي ومادام هذا الحزب "مستقلا عن السلطة"، فإن عددا من اليساريين يؤيدونه خصوصا في ظل "ضعف اليسار وتحول عدد من الأحزاب اليسارية الكبرى لتصبح جزءا من النظام بحيث فقدت استقلاليتها"، يقول منجب، الذي ينظر إلى الأمر وكأنه اختيار لأخف الضررين حيث يقول: "إذا لم نحقق تقدما اجتماعيا واقتصاديا مع البيجيدي، فعلى الأقل يمكن أن نحقق تقدما سياسيا يفرض تطبيق الدستور وأن تكون هناك حكومة تحكم وبرلمان يشرع وملك يترأس". من جهة أخرى وبالنسبة إلى موقفه الشخصي من "البيجيدي" يقول منجب: "شخصيا لا يمكنني أن أعادي أي توجه يذهب ضد التحكم"، مبرزا أنه "في حال تمكن البيجيدي من تطبيق الدستور وأصبحت عندنا حكومة تحكم وبرلمان يشرع ودولة تحترم القانون، إلى جانب توقف النخبة التي لا تتوفر على المشروعية الانتخابية عن التحكم في القرارات الاقتصادية والسياسية، فإن هذا تقدم يمكن أن ينفع المغرب في المستقبل"، مشددا على أنه مع ذلك يظل إيديولوجيا مختلفا كل الاختلاف مع البيجيدي باعتباره يساريا علمانيا ديمقراطيا لا يتقاسم مع "المصباح" قناعاته الإيديولوجية. ويتابع منجب موضحا: "كما يعلم الجميع، البيجيدي ليس الحزب المستقل الوحيد، فهناك أحزاب يسارية مستقلة صغيرة، ولكن البيجيدي يستفيد من مقولة: "التصويت المفيد" لأن كثيرا من الناس يفضلون التصويت له لأن له وزن ونتائج بينما يرون أن التصويت لأحزاب صغيرة قد لا تأتي من ورائه النتائج المرجوة"، مؤكدا فيما يتعلق به شخصيا أنه يدعم الحزب الاشتراكي الموحد.