لم يكن يتخيل سفيان الياسامي، الشاب المغربي المنحدر من مدينة الدارالبيضاء والذي توجه نحو اليونان أملا في ان يعبر منها إلى أوروبا لتحقيق حلم يراود عددا كبيرا من شباب العالم الثالث، أن يعود من هناك وقد حقق حلما آخر لم يكن ضمن مخططاته. سفيان كان واحدا من بين مئات المغاربة الذين سافروا نحو تركيا، ومنها إلى جزيرة ليسبوس اليونانية والذين استقروا هناك مؤقتا كلاجئين رفقة اللاجئين السوريين والأفغانيين، وغيرهم. يحكي موقع "USA TODAY" الأمريكي قصة الثنائي، إذ يذكر أن كارلي هاريس كانت من بين المتطوعين الذين يقدمون المساعدة للاجئين، كانت تعمل على توزيع الشاي الساخن والملابس والأغطية على اللاجئين، وهكذا التقت بسفيان وبدأت قصتهما. بدا أن سفيان أعجب بكارلي من النظرة الأولى، حيث أخبرها في أول حديث عابر يجمعهما أن عينيها جميلتين، تقبلت كارلي المديح غير أنها لم تتوقف عنده كثيرا ذلك أنها لم تكن المرة الأولى التي يحاول فيها أحد اللاجئين مغازلتها، غير أن سفيان كان مصرا على التعرف عليها، ولذلك كان يزورها باستمرار في المركز الذي كانت تعمل فيه، وهكذا تعارفا، ومع ذلك ظلت المتطوعة الشابة تحافظ عل مسافة بينها وبين الشاب المغربي لعدم رغبتها في أن تتطور الامور بينهما. في صباح أحد الأيام، وبمجرد وصولها إلى مركز اللاجئين، ستفاجأ كارلي بفوضى كبيرة في المكان وهناك ستعلم أن عناصر الشرطة ألقت القبض على عدد كبير من المغاربة والجزائريين، وكان من بينهم سفيان. ظل سفيان بضعة ايام في السجن، وفي تلك الأثناء كانت كارلي تحاول التواصل معه فبحثت عن اسمه في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وبمجرد أن عثرت عليه بعثت له برسالة ليستأنفا حديثهما وعلاقتهما. بعد وقت قصير، غادر سفيان السجن فتم ترحيله رفقة آخرين نحو المغرب، العلاقة بين الثنائي لم تنته عند ذلك الحد، بل حرصت كارلي على القدوم إلى المغرب وتحديدا إلى الدارالبيضاء لتتعرف أكثر على سفيان وعائلته، كما أنها حضرت زفاف أخيه. قريبا ستكمل كارلي سنتها الجامعية الأخيرة، حيث ستحصل على شهادة في اللسانيات وتدريس اللغة الإنجليزية للأجانب، وقد حصلت بفضل عملها التطوعي على وظيفة في غينيا، ولذلك، فإن خططها المستقبلية رفقة سفيان تتضمن انتقالهما للعيش معا في غينيا.