آلاف المهاجرين واللاجئين يتوافدون على اليونان التي صارت بمثابة محطة توقف مؤقتة لأغلب الراغبين في التوجه نحو شمال وغرب أوروبا. وبعدما كانت التقارير الإخبارية تشير إلى لاجئين ينحدرون من سوريا والعراق وباكستان وأفغانستان، بدأ الحديث خلال الفترة الأخيرة عن مهاجرين مغاربة يتسللون في صفوف اللاجئين المنتمين إلى تلك البلدان، ويتحينون الفرصة للعبور نحو مقدونيا ومنها إلى شمال أو غرب أوروبا. من بين أولئك المهاجرين يوجد عدد كبير من الأطفال والنساء الذين سبق للأمم المتحدة أن حذرت من العنف والاستغلال الجنسي الذي قد يتعرضون له خلال رحلتهم نحو أوروبا. سميرة، شابة مغربية في 32 من العمر، وهي واحدة من بين العشرات من المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في اليونان، استغرقت رحلتها من مسقط رأسها بأحفير وجزيرة ليسبوس اليونانية، 11 يوما، كانت تظن أنها ستتوج بدخولها "الإلدورادو" الأوروبي حيث ستجد عملا لائقا يساعدها على إعالة أسرتها وضمان حياة أفضل لطفليها الذين عجزت عن سد حاجياتهما بعد طلاقها وتماطل طليقها في الإنفاق عليهما. سميرة اليوم ضائعة في اليونان، ولا تعرف كيف سيكون مصيرها خصوصا بعدما تمت سرقة كل مدخراتها. بداية الرحلة كانت من المغرب إلى تركيا، ومن هناك استقلت رفقة مجموعة من المهاجرين المغاربة قاربا حيث قضت حوالي ثلاث ساعات في عرض البحر قبل الوصول إلى اليونان على أنها لاجئة سورية. "أتذكر صوت البحر رغم انني لم أكن قادرة على رؤية أي شيء" تقول سميرة في تصريح لموقع قناة "الجزيرة الإنجليزية"، مضيفة أنها كانت تخشى على حياتها لأنها كانت تشعر بأنها على وشك الموت. بمجرد وصولها إلى مخيم "موريا" في جزيرة ليسبوس، اكتشفت سميرة أنها تعرضت للسرقة، وكل مدخراتها التي كانت تحملها في حقيبة ظهرها (متاعها الوحيد) لم تعد موجودة. وجدت سميرة مجموعة من المهاجرين المغاربة الذين طلبوا منها مرافقتهم في رحلتهم، غير أنها رفضت، الأمر الذي جعلهم يتعاملون معها بعدوانية، حسب ما أكدته في تصريحاتها. "كل ما أريده هو العثور على عمل، أي عمل، إرسال المال لطفلاي وتمكينهما من اللحاق بي"، تقول سميرة التي تحلم بتمكين ابنيها من تعليم مناسب يضمن مستقبلهما. الخطوة التالية في رحلة سميرة هي العبور نحو غرب أوروبا على أنها سورية، لذلك هي تتفادى ذكر اسمها الكامل خوفا من أن يتم كشف هويتها. الموقع يشير إلى أن المهاجرات ممن تنفذ أموالهن أو يتعرضن للسرقة، يكن هدفا سهلا لعصابات الاتجار بالبشر، وانطلاقا من شهادات جمعتها المفوضية العليا للاجئين يذكر أن العديد ممن يتعرضن للسرقة أو تنفذ أموالهن يضطررن إلى الخضوع للاستغلال الجنسي بهدف الحصول على المال الذي يطالب به المهربون لمواصلة رحلتهم. هذا وقد سبق للمفوضية العليا للاجئين أن أشارت إلى مراكز الاستقبال الموجودة في جزيرة ليسبوس اليونانية كواحدة من المراكز التي كشف بعض نزلائها عن تعرضهم للعنف الجنسي. وفي السياق نفسه قالت المتحدثة باسم المفوضية، ميليسا فليمينغ، شهر أكتوبر الماضي إن مراكز الاستقبال الخاصة باللاجئين والمهاجرين في أحيان كثيرة "تفتقر إلى الإضاءة الكافية والمساحات المنفصلة للنساء العازبات والعائلات التي تضم أطفالا"، إلى جانب أن العديد من المهاجرين واللاجئين ينصبون خيما في العراء، الأمر الذي يجعل النساء والأطفال عرضة للعنف والاستغلال.