يوجد ببلادنا فيلم أمريكي جديد يحمل عنوان "تريبل أليانس" من إنجاز الممثل و السيناريست والمخرج نايك كازافيت نجل السينمائيين المشهورين النجم جون كازافيت و النجمة جينا رولاندس، و يشارك في بطولته الممثل نيكولاج كوستير والدو في دور الزوج الخائن "مارك"، و تشارك في بطولته أيضا الممثلات المشهورات كامرون دياز في دور عشيقته الأولى "كارلي" ، و قد سبق لها أن شاركت مع نفس المخرج في فيلمه السابق "حياتي هي حياتك"، و الممثلة ليسلي مان في دور زوجته "كايت" ، و الممثلة كايت أوبتون في دور عشيقته الثانية "آمبير". الفيلم يحكي خلال 109 دقيقة قصة الزوج الشاب الأنيق و الوسيم "مارك" المعجب بنفسه و الذي كان يتظاهر منذ بداية الفيلم بحبه الكبير لعشيقته "كارلي" قبل أن تكتشف صدفة أنه متزوج من السيدة "كايت" التي كان يوهمها هي أيضا بعشقه و وفائه الكبيرين لها، و التي كانت تحبه بصدق و سذاجة قبل أن تخبرها "كارلي" بأنه على علاقة سرية بها. ستصاب السيدتين بصدمة قوية كادت أن تفقد الزوجة صوابها، و لكنهما سيدخلان ، دون علم الزوج "مارك"، في علاقة صداقة حميمية بينهما ، و سيقرران أن لا يخبرانه بأي شيء، و أن يتعاملا معه بغباوة مظهرية كأن شيئا لم يقع حتى يتمكنان من الكشف عن كل ما يقوم به في الخفاء. ستكون مفاجأتهما أكبر عندما سيكتشفان أن له عشيقة ثالثة هي العاهرة الشقراء "آمبير" التي سيتصلان بها و سيخبرانها بالأمر ، و سيتفق هذا الثلاثي النسائي على التضامن و نسج خطة ذكية و محبوكة و مضبوطة قانونيا للانتقام أشد انتقام من الخائن "كارل" الذي سيجد نفسه في النهاية مشوها و مفلسا ماليا و مهددا بالسجن . يجمع هذا الفيلم التجاري بين الجدية و الهزل الخفيف ، و يهدف أساسا إلى تسلية المشاهد ، موضوعه معروف و مستهلك بنوعه و متناول بطريقة بسيطة لا تخلو من بعض الإثارة و بعض التساهل أيضا في كيفية بناء الأحداث التي تتوالى ببطء ينتج عنه ملل في بعض الأحيان جراء كثرة الكلام حول نفس الموضوع ، و لكن بطلاته الشقراوات و الرشيقات المصدومات و المتظاهرات بالسعادة و النشاط أعطينه نوعا من الطرافة و الحرارة بنوعية تصرفاتهن و بأدائهن الجيد مما يجعل المشاهد يبقى ينتظر الكيفية التي ستختتم بها هذه القضية الاجتماعية التي تتعلق بخيانة الزوج لزوجته التي وظفت في العديد من الأفلام ، مع العلم أن أفلاما أخرى سبق لها أن تناولت خيانة الزوجة لزوجها من بينها فيلم " L'ombre d'un soupçon " (1999) الذي قام ببطولته الممثل المقتدر هاريسون فورد و شخص فيه دور الزوج الذي كان يثق ثقة عمياء في زوجته و لم يكن يشك إطلاقا في أن تقدم في يوم من الأيام على خيانته قبل أن يصله خبر مقتلها رفقة عشيقها بعد سقوط الطائرة التي كانت تقلهما ليكتشف أنها كانت تكذب عليه و تخونه بعد عدة سنوات من الحياة الزوجية و العاطفية. الخيانة الزوجية في هذا الفيلم القديم كان سببها الغرام و مع شخص واحد (الزوجة أغرمت بشخص آخر)، بينما كانت دوافع الخيانة الزوجية في الفيلم الجديد مادية و جنسية و مرضية، و لكن السببين هما في نهاية المطاف وجهان لعملة واحدة هي الخيانة الزوجية.