خرجة جديدة لأحمد الريسوني لم يتردد فيها في انتقاد الملوك والرؤساء العرب الذين ساندوا تنحية الرئيس المصري محمد مرسي، وعلى رأسهم طبعا عاهل السعودية التي عاش فيها بضع سنين كخبير لدى مجمع الفقه الإسلامي بجدة. يبدو أن فقيه حركة التوحيد والإصلاح، أحمد الريسوني، سيواصل حرب الأسلحة الثقيلة التي أعلنها مؤخرا على بعض الحكام العرب الذين أعلنوا مشاركتهم ودعمهم للانقلاب الذي شهدته مصر ضد حكم الإخوان المسلمين. الريسوني نشر، يوم الأحد 25 غشت ، في موقعه الرسمي على شبكة الإنترنت، مقالا جديدا عنونه ب»كذب من القمة». مقال استهلّه الفقيه المقاصدي بتمهيد نظري حول السند الشرعي للموقف المستهجن للكذب باعتباره كبيرة من الكبائر وفعلا محرّما في دين الإسلام. أما «حين يكون الكذاب ملكا ورئيسَ دولة، فإن كذبه يصيب أمة كلها بالضرر ويصِمُ منصبه بالخزي والصغار. فليس كذبه مثل كذب شخص مستضعف خائف على نفسه، وليس ككذب شخص على شخص. كذب الملوك على قدر مُلكهم ونفوذهم ومسؤوليتهم، فعلى قدر أهل الكذب تأتي الأكاذيب». وفي انتقال تدريجي نحو توضيح المغزى من حديثه النظري هذا، والتصريح بكونه يعني ما صدر عن حكام بعض دول الخليج بخصوص الملف المصري، قال الريسوني إن الكذب حين يكون موجها ضد حقوق الناس ودمائهم وأعراضهم وحرياتهم، «فإنه يسمى شهادة زور، وهي في جميع الأحوال من أكبر الكبائر، كما صنفها رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا لو تعلقت بحرمة شخص واحد أو حق واحد من حقوقه، فكيف إذا أصاب زورها وشرها الآلاف والملايين من الناس». الكذب في حديث خصوم الإخوان المسلمين، حسب أحمد الريسوني، يتجلى في اتهامهم بالإرهاب. وعاتب الريسوني حكام الخليج بشدة لوقوفهم ضد الإخوان المسلمين، قائلا إن عشرات الآلاف من جماعة الإخوان المسلمين، من مصريين وسوريين وغيرهم، «بنوا دول الخليج طوبة طوبة؛ فهم المعلمون، وهم الأساتذة الجامعيون، وهم الأطباء والممرضون، وهم القضاة والمهندسون، وهم المستشارون المؤتمنون، ورجال الأعمال المثاليون. هكذا هم الإخوان المسلمون منذ نصف قرن، في السعودية والإمارات وغيرهما، ولم يتهم واحد منهم بالإرهاب والعنف... لِمَ ثم فجأة وبدون مقدمات ولا سوابق، يتحولون، على ألسنة ملوك ورؤساء ووزراء، إلى جماعة إرهابية تعلَن الحرب عليها سرا وعلانية». وزاد الريسوني معلّقا: «لم يكتف كبار القوم بالكذب الغليظ على الجماعة، بل أصبحوا يقولون للجنرال السيسي ويستعجلونه: اقتل ونحن نمول، أرحنا منهم واطلب ما شئت».