وجه نور الدين مضيان، البرلماني عن دائرة الحسيمة، ورئيس الفريق الاستقلالي في مجلس النواب، سؤالا كتابيا إلى رئيس الحكومة، حول ما شهدته جماعة "إساكن"، ضواحي إقليمالحسيمة، أخيرا، من احتجاجات. وكان سكان فرقة تلارواق، قبيلة بني سدات، قد خرجوا في مسيرة احتجاجية حاشدة، ضمت أزيد من 5000 نسمة، مشيا على الأقدام في اتجاه مدينة الحسيمة، التي تبعد عن الجماعة ب 120 كلم، عبر الطريق الوطنية رقم 2، الرابطة بين تطوان، والحسيمة. وأبرز مضيان، أن احتجاجات السكان على تفويت أراضيهم للأملاك المخزنية من قبل تعاونية غير منتجة، جاءت بعد تنظيم سلسلة من الاعتصامات والوقفات الاحتجاجية الميدانية والسلمية، ومراسلة، وعقد لقاءات مع جميع المسؤولين على المستوى الإقليمي والجهوي، لكن من دون التوصل إلى حل واقعي، يضمن لهم استرجاع حقوقهم، ووضع حد لمعاناتهم واعتصاماتهم اليومية لأزيد من 3 أشهر. وكشف مضيان أن هذا الأمر بات ينذر بوضع أمني مجهول العواقب، سيما "مع تزايد عدد المحتجين، وتصاعد وتيرة الاحتجاج يوما بعد آخر"، قبل أن يتساءل عن الإجراءات المستعجلة، التي تنوي الحكومة اتخاذها لمعالجة هذه الوضعية. وكان مصدر مطلع قد أوضح، في وقت سابق، أن سكان إساكن طالبوا من خلال المسيرة الاحتجاجية، التي خرجوا فيها، بتمكينهم من الاستفادة من العقار، المسمى السهل الأصفر، الواقع في مدخل مدينة إساكن، والممتد على مساحة أكثر من 400 هكتار. وكان يفترض أن تنجز على جزء من العقار المذكور المدينةالجديدة لإساكن، التي دشنها الملك في إحدى زياراته السابقة إلى إقليمالحسيمة. وأكد مضيان، في معرض السؤال، أن الصراع حول هذا العقار بين السكان المحتجين، و19 عضوا من تعاونية فلاحية، تدعي هي الأخرى ملكيتها للأرض، انطلق عام 2008، بعدما علم الجميع أن العقار المذكور سيخصص لتشييد مدينة جديدة، وهو النزاع الذي وصل إلى القضاء، حيث أدلى كل طرف بالوثائق، التي تثبت ملكيته. وكان القضاء قضى بالحكم لصالح أعضاء التعاونية، وهو ما مكنهم من تفويت جزء من هذا العقار، عن طريق مسطرة نزع الملكية لتشييد مشروع المدينة المذكورة والاستفادة بتعويض بلغ أكثر من 300 مليون سنتيم لكل عضو من أعضاء التعاونية، يقول مضيان. ويطالب المحتجون، بالإضافة إلى تأكيد امتلاكهم للأرض، بالاستفادة من التعويضات، وتميكنهم مما تبقى من العقار لاستغلاله، والتراجع عن تحفيظه لفائدة التعاونية. وأكد المحتجون أنهم منذ اعتصامهم في إساكن، وعلى الرغم من الاحتجاجات المتواصلة، التي خاضوها، إلا أنهم لم يتوصلوا بعد إلى حل ينهي هذا الاحتقان.