أثار قرار سلطات الاحتلال بمنع مغاربة مدينتي مليلية وسبتة من شراء أضحيات العيد من المدن المغربية، كما جرت العادة منذ سنوات عدة، جدلا واسعا في أوساط المغاربة المسلمين والإسبان، إذ هدد بعضهم بالالتحاق بذويهم في المملكة لقضاء عيد الأضحى في حالة استمر التعنت الإسباني. ودعت "الجمعية الإسلامية لمتطوعي العمل الاجتماعي" وجمعيات ينشط فيها مغاربة مليلية إلى الخروج إلى الشارع، يومي 30 غشت الحالي و2 شتنبر المقبل، للاحتجاج في مظاهرات على قرار الحكومة الإسبانية، الذي لا يتأسس على أدلة علمية تثبت إصابة الخرفان القادمة من المغرب بالحمى القلاعية، كما يروج لذلك. في هذا الإطار، أشار رئيس الجمعية الإسلامية لمتطوعي العمل الاجتماعي في مليلية، مولينا بينيافييل، لصحيفة "الفارو ديجيتال" وقال: "هذه المعلومة التي تروج لها السلطات الإسبانية بخصوص إصابة الأكباش المغربية، ليست حقيقية بعد تأكيد السلطات المغربية أنه ليس هناك أي وجود للحمى القلاعية". وأضاف رئيس الجمعية ذاتها "نعرف أن الحمى القلاعية تصيب الحيوانات، وليس الإنسان"، وأردف أنه لا يعرف كيف يتم السماح بتنقل الأشخاص والسيارات بين الداخل المغربي ومليلية، لأنه حتى وسائل النقل قد تنقل العدوى، قبل أن يستدرك "إن الهدف الرئيس من كل هذا هو دفع المغاربة إلى اقتناء الخرفان الإسبانية على حساب المغربية، وهذا ضد رغبة المواطنين". منع استيراد 5000 خروف من المغرب بقيمة تزيد عن 15 مليون درهم على صعيد متصل، كشفت مصادر من داخل مدينة مليلية أن قرار الحكومة اقتصادي وليس المهم هو صحة المواطنين، إذ تسعى بذلك إلى دفع مواطني مليلية إلى شراء "الخروف الإسباني"، الذي يواجه "فيتو" الجميع، لأنه يرعى في مراعي الخنازير، ويعيش في حظائرها. وأضافت المصادر ذاتها أن مغاربة مليلية يستهلكون كل سنة 5000 خروف، أغلبها يتم جلبها من الداخل المغربي، كما أن مغاربة مليلية ألفوا التعامل مع "كسابة" بعينهم، إذ يقدر سعر الخروف الواحد في المغرب ما بين 2000 إلى 4500 درهم. ومن المنتظر أن يخسر "الكساب" المغربي هذه السنوات حوالي 15 مليون درهم في حالة لم تتراجع السلطات الإسبانية عن قرارها بمنع مغاربة مليلية وسبتة المحتلتين من استيراد أضاحي العيد من المغرب.