أتت ألسنة النيران، التي ظلت مشتعلة، إلى حدود أمس الإثنين، على ما يزيد عن 80 هكتارا من الغطاء النباتي، الممتد على طول تراب إقليمالعرائش، على الرغم من استنفار طائرتين، وقوات كبيرة تتكون من مختلف الأجهزة. ووفق مصدر عليم، انطلقت الشرارة الأولى لألسنة النيران، حوالي الساعة الثالثة من مساء أول أمس الأحد، بالغابة المجاورة لدوار النجارين، التابع لتراب الجماعة القروية الساحل، في إقليمالعرائش. وظلت النيران إلى وقت متأخر، ليلة الأحد/ الاثنين، بينما كانت هناك بعين المكان أعداد كبيرة من عناصر الدرك الملكي، والقوات المساعدة، ورجال الوقاية المدنية، التي واجهت صعوبة في إخماد ألسنة النيران. وأمام الانتشار السريع لألسنة النيران، التي ساهمت رياح الشرقي، ولفحات الشمس الحارقة، في اندلاعها من اتجاه طنجة إلى اتجاهي العرائش، ومركز الساحل، انتقلت النيران، إلى غابات دواوير أخرى مجاورة، كدوار البلاط، والدشر الجديد، والغابة المحاذية لمركز الساحل، وكذا في اتجاه الغابات المنتشرة في اتجاه جماعة ريصانة، اضطر المسؤولون إلى طلب دعم جوي، بتدخل طائرتان استمرتا في عملية إخماد النيران لمدة حوالي ساعة واحدة، لوقف زحف ألسنة النيران في اتجاه العرائش. وبعد انسحاب الطائرتان، استمرت النيران في الانتشار إلى حدود الساعة الخامسة من، صباح أمس الاثنين، ووصلت إلى غابة تنتشر في اتجاه جماعة ريصانة، وتحد ب"واد بوصافي"، الذي شكل حاجزا أمام اندلاع المزيد من ألسنة النيران، حيث ساعد في إخمادها، ليبدأ اللهب الشديد في الاندثار شيئا فشيئا. وأفادت مصادر من السلطة الترابية، أن تكون المساحة المتضررة، قد بلغت 80 هكتارا، بينما أشار قرويون من المنطقة إلى أن المساحة الغابوية المحترقة قد تفوق بكثير 150 هكتارا من أشجار الفلين. ورجحت مصادر من دواوير المنطقة، أن يكون سبب اندلاع الحريق المهول راجع إلى أشخاص يمتهنون صناعة الفحم بغابة محاذية لدوار النجارين. وعلم "اليوم 24" أن المركز القضائي للدرك الملكي، في العرائش، فتح بحثا معمقا للوقوف على الأسباب الحقيقية لاندلاع النار.