كشفت تسريبات ومعطيات مثيرة أوردتها صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، ومجموعة من المنابر الإعلامية الإسبانية تورط مسؤولين أمنيين كبار فرنسيين في تهريب الحشيش من الشمال المغربي، ثم إسبانيا وصولا إلى فرنسا، من خلال الاستعانة بمهربين مغاربة وأجانب، إذ يشتبه في تورط تييري فرانسوا، الرئيس السابق لمكتب مكافحة المخدرات الفرنسي، بتهريب كميات كبيرة من القنب الهندي المغربي إلى فرنسا. المصادر ذاتها أوضحت، أيضا، أن النيابة العامة الفرنسية فتحت تحقيقا استباقيا لمعرفة هل فعلا تييري فرانسوا متورط في تسهيل عمليات دخول الحشيش إلى فرنسا. في هذا الصدد، أماطت شهادات قدمها مخبر سابق لدى مكتب مكافحة المخدرات الفرنسي والوكالة الأمريكية لمحاربة المخدرات، اللثام عن "كيف أن تييري فرانسوا نظم إلى جانب واحد من كبار المهربين في أوروبا عمليات استيراد كميات كبيرة من الحشيش إلى فرنسا، انطلاقا من المغرب عبر إسبانيا". المخبر المسمى "استيفان" أكد أنه في أوائل 2012 تم تكليفه من طرف تييري فرانسوا، شخصيا، بحراسة منزل كبير في منطقة ماربيا بمدينة مالقة الإسبانية تستعمل كمركز لإفراغ الحشيش من المغرب، وكذلك من أجل شحنه نحو فرنسا؛ أكثر من ذلك ف"ستفيان" اعترف أنه عاين كيف أنه في مارس 2012 كانت "عناصر من الشرطة الفرنسية" تقوم بإفراغ حوالي 19 طنا من الحشيش المغربي في ذلك المنزل، قبل أن يتم نقله في عربات نحو فرنسا، مبينا أن جزءا من الحشيش تم حجزه في فرنسا بأمر من تييري فرانسوا، لإظهار أن الشرطة تقوم بعملها، بينما الكميات الأخرى توزع في السوق الأوروبية. المخبر "استيفان" أشار إلى أن تييري فرانسوا كان يتعامل مع مهرب يُدعى سفيان، رجحت مصادر إسبانية أنه مغربي، مضيفة أنه في سنة 2011 تم اعتقاله والحكم عليه ب13 سجنا، لكن من حس حظه، أن محاميته لم تكن سوى زوجة تييري فرانسوا.