كشفت معلومات مثيرة أن إسبانيا وفرنسا شنتا، خلال الشهر الجاري، حربا شرسة وواسعة على الحشيش المغربي والمهربين الذين ينشطون بين شمال المملكة وجنوب أوروبا، على إثر اتفاق وصف بالسري بين السلطات الإسبانية ونظيراتها الفرنسية، بعد تورط مسؤولين أمنيين كبار بالبلدين في تهريب الحشيش المغربي إلى أوربا، خوفا من فضائح جديدة، علاوة على تحذير التقرير الأخير ل"المرصد الأوروبي للمخدرات والإدمان"، من كون أكثر من 83.8 مليون أوروبي "تذوقوا" الحشيش مرة واحدة على الأقل. في هذا الصدد، كشفت صحيفة "لاراثون" الإسبانية أن الأجهزة الأمنية الفرنسية والإسبانية تمكنت في واحدة من أكبر الضربات الموجعة هذه السنة ضد الشبكات الدولية المتخصصة في تهريب الحشيش المغربي إلى أوروبا، من حجز أكثر من 6 أطنان من الحشيش واعتقال 12 مهربا ما بين 15 و25 من الشهري الجاري، ما بين سواحل جبل طارق ومدينة جهة "إلباليار" الإسبانية، في إطار عملية "باسكال". المصدر ذاته أكد أن هذه العملية التي سميت ب"الضخمة والشاملة"، جاءت بعد اتفاق -غير معلن- وقع حديثا بين الإسبان والفرنسيين من أجل محاربة "كل أنواع التهريب غير المشروعة، لكن المخدرات على وجه الخصوص". من جهتها، أكدت وكالة الأنباء الإسبانية "أوروبا بريس" المعلومات، مضيفة أنه على غرار 6 أطنان من الحشيش المحتجزة والمهربين الموقوفين، تم أيضا حجز قوارب وسفن صيد الأسماك، إذ أن واحدة من السفن عثر فيها على طنين من الحشيش، بالإضافة إلى حجز عربات. وتنضاف حصيلة هذه العملية الضخمة إلى 2.2 طن من الحشيش الذي تم حجزه في مالقة حسب ما أوردته صحيفة "الباييس" في 4 يونيو الجاري؛ وكذلك حجز 2.5 طن بالجنوب الإسباني واعتقال 17 شخصا (موقع "مادري دياريو في 14 يونيو الماضي)؛ وحجز أيضا 2.5 طن في بحر البوران (موقع "لابيرداد 25 يونيو الجاري). "أوربا بريس" كشفت أيضا أن نائب مدير مراقبة الجمارك بمصلحة الضرائب الإسبانية، أنخيل دلغادو بيرنالدو دي كويروس، قام بزيارة مع مسؤولين فرنسيين إلى مالقة، على إثر هذه العملية، التي وصفها ب"المهمة جدا"، مؤكد أن الكميات التي تم حجزها "كانت مهربة من المغرب"، كما أن المسؤول الإسباني لم يخف تخوفه من إمكانية توجه عائدات الحشيش إلى تمويل أنشطة إجرامية خطيرة كالإرهاب أو التهريب.