على إثر بث قناة "كنال+" الفرنسية لتحقيق صحفي حول تهريب الحشيش بين المغرب وأوربا، أوقفت السلطات المغربية صحافيا ينتمي لهئية تحرير موقع "لوديسك" الإلكتروني، بسبب مشاركته في وثائقي القناة الفرنسية. وأكد علي عمار، مدير نشر الموقع، لوكالة فرانس برس، اعتقال محمد الإدريسي كاميلي، الاثنين الماضي، من منزل عائلته في مدينة الدارالبيضاء، موضحا أنه يوجد حاليا في سجن قرب مدينة شفشاون. وبثت القناة الفرنسية في 18 نونبر تحقيقا بعنوان "في ممالك الحشيش"، يتحدث عن إنتاج وتهريب القنب الهندي المغربي من شمال المغرب إلى أروبا، وكشفت ما قالت إنه "تورط" الشرطة والدرك وخفر السواحل في رشاوى لتسهيل عبور الحشيش نحو القارة الأوروبية. ويعمل كاميلي مديرا فنيا في موقع علي عمار، وأوقفه الدرك الملكي ثم حقق معه حول مشاركته في إنتاج الوثائقي، ليحيل ملفه إلى قاضي التحقيق الذي تابع الاستماع إليه وهو في قيد التوقيف، قبل أن يقرر إحالته إلى النيابة العامة في منتصف الشهر الجاري. هذا وفتحت السلطات المغربية بحثا مباشرة بعد بث تحقيق على قناة "كنال بلوس" الفرنسية، الذي كشف معطيات عن شبهة تلقي عناصر درك وبحرية ملكية مبالغ تتراوح بين 30 مليون سنتيم وأربعين، مقابل السماح بتهريب الحشيش إلى إسبانيا. وهدفت التحقيقات التي باشرتها السلطات إلى الوصول إلى بعض المهربين الذين تحدثوا عن تسليم رشاو إلى عناصر الدرك والبحرية، حتى يتسنى لهم تهريب المخدرات إلى أروبا، على أن يشمل التحقيق بعد ذلك العناصر المتورطة. وقالت مصادر إن التحقيقات تتعقب الأماكن التي وردت في التحقيق الصحفي، بدءا من التقاء صحافي القناة بمهرب فرنسي بالرباط اعتاد تهريب المخدرات من المغرب، وانتقالا إلى شفشاون للقاء وسيط حمل الصحافي إلى إحدى الضيعات من اجل شراء كمية من الحشيش لتهريبها إلى فرنسا. ويسابق المحققون الزمن للوصول إلى من وردت شهاداتهم في تحقيق القناة الفرنسية، خاصة المهربين الكبار الذين التقطت صور داخل فيلاتهم ومستودعات يخبئون بها كميات كبيرة من الحشيش المعد للتصدير للخارج. وقد استطاع الصحفي اقتناء كميات كبيرة من الحشيش، قبل أن يعمد إلى تهريبها عبر بعض المختصين، غير أن مداهمته من قبل عناصر البحرية الملكية، بعد أن تأخر حوالي ثماني ساعات في المياه بسبب عطب تقني، دفعته إلى الإلقاء بها في البحر.