أوردت مجموعة من الصحف الإيطالية الصادرة نهاية هذا الأسبوع أن ثمانية مهاجرين سريين من بينهم أربعة مغاربة أقدموا على خياطة أفواههم بمركز "تحديد الهوية والطرد " بروما واستعمل المهاجرون في ذلك إبرة "صنعوها" من القطعة الحديدية المثبتة في قداحة (البريكة) أحدهم٫ إضافة إلى خيوط إستخرجوها من أغطيتهم ،وذلك كتعبيرمنهم عن إستيائهم من إحتجازهم لمدد طويلة في هذا المركز لاسيما وأن عدد منهم يتهدده الطرد إلى بلده الأصلي.
المهاجرون المغاربيون أقدموا على هذه الخطوة لتسليط الضوء على أوضاعهم في مراكز الإيواء هاته ، خاصة في هذا الوقت بالضبط والذي لا يزال فيه فيديو بثته قناة "راي 2 " الرسمية الإيطالية يثيرالمزيد من ردود الفعل وسط الشارع الإيطالي والأوربي .وللتذكير فهذا الفيديو يكشف التعامل المهين مع المهاجرين في أحد مراكز الإستقبال ب"لامبيدوزا" جنوبإيطاليا وقد سبق وأن نشرته اليوم 24 في وقت سابق. وتمكن المهاجرون بردة فعلهم هاته من إثارة الرأي العام إلى قضيتهم لتتناولها بالتفصيل غالبية الجرائد الإيطالية الواسعة الإنتشار .جريدة "La stampa " مثلا أشارت إلى تزامن سلوك المهاجرين اليائس مع تقديم وزير الداخلية "أنجيلينو ألفانو" لتقرير أمام البرلمان حول فيديو " لامبيدوزا " وقد أشار الوزير إلى أن مراكز "تحديد الهوية والطرد" مراكز لا إنسانية وأكد ضرورة مراجعة قانون "بوسي فيني " المتعلق بظاهرة الهجرة. أما "إنياسيو مارينو" عمدة روما فقد كتب على حائطه الفايسبوكي :" قام مهاجرون بمركز CIE بروما بخياطة أفواههم بإبرة وخيط ،إن إحتجاجهم هذا يحتم علينا إعادة فتح نقاش وطني حول هذه المراكزاللاإنسانية ثم حول قانون بوسي فيني الذي يقرن الفارين من الحروب والعنف والفقر بالمجرمين، لا يمكن ولا ينبغي أن نتعايش مع هذه المآسي..." إبراهيم أولعربي