بثت القناة التلفزية الرسمية الإيطالية "Rai 2 " فيديو إلتقطته كاميرا هاتف محمول لمهاجر سري في مركز الإيواء بجزيرة "لامبيدوزا " جنوبإيطاليا. ويُظهر الفيديو مجموعة من المهاجرين السريين بينهم نساء وأطفال عراة يتم رشهم في العراء بمواد سائلة قيل أنها مطهرات وأثار الفيديو موجة غضب واسعة وسط المجتمع المدني الإيطالي بالنظر إلى الأساليب المهينة والحاطة من الكرامة الإنسانية التي يجسدها ، كذلك بحكم أنه لا يعبر عن نظرة الغالبية العضمى من الإيطاليين للمهاجرين ولظاهرة الهجرة بشكل عام. الطبقة السياسية أدانت بدورها سلوك موظفي مركز الإيواء في حق المهاجرين السريين وقالت " جوزي نيكوليني" عمدة جزيرة لامبيدوزا :" إنها مشاهد مؤثرة ومخجلة تذكرنا بمعسكرات إعتقال الأسرى ،أمر كهذا لم يكن متوقعا لاسيما بعد الأسى الذي عاشته الجزيرة مؤخرا وهي تستقبل مئات الجثت.." ، ذات المنحى إتخدته تصريحات "إيما بونينو " وزيرة الخارجية الإيطالية والتي علقت على الفيديو بقولها "إنه فيديو مرعب".ومن جهة أخرى قالت وزارة الداخلية الإيطالية أنها فتحت تحقيقا في الحادثة حيث شدد وزير الداخلية "أنجيلينو ألفانو" على أن :"من أخطأ سيؤدي الثمن غاليا ". وحده حزب رابطة الشمال المعادي للأجانب وكعادته غرد خارج السرب بموقفه الغريب مما وقع حيث جاء على لسان "ماتيو سالفيني " سكرتير الحزب : " كفى من الكلام عن هؤلاء المهاجرين الفقراء في لامبيدوزا ،لا أحد طلب منهم المجيء إلينا ،إذا لم ترُقهم معاملتنا فليعودوا أدراجهم..." الإتحاد الأوروبي إتخد موقفا حازما وصارما إزاء الواقعة و هددت المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية "سيسيل مالمستروم" السلطات الإيطالية بوقف الدعم المقدم لها إن لم توفر ظروف إستقبال إنسانية للمهاجرين السريين. وفي أول رد منها قامت السلطات الإيطالية بإقالة كل المسؤولين عما وقع بمركز الإيواء المذكور والذي سبب لها حرجا كبيرا أمام أوروبا وكل العالم. حري بالذكر أيضا أن جزيرة لامبيدوزا تشهد توافد شبه يومي لقوارب تحمل مئات المهاجرين السريين من بلدان مختلفة ، وقد شهدت عدة مآسي إنسانية كان آخرها شهر أكتوبر من سنة 2013 حين أدى غرق قارب يحمل مهاجرين سريين إلى وفاة حوالي 350 شخصا بينهم أطفال ونساء ،في كارثة إنسانية إهتز لها الضمير العالمي.