في الحوار التالي تتحدث عارضة الأزياء والممثلة ليلى حديوي على دورها في فيلم (سار) إلى جانب سعيد الناصري٫ كما تسلط الضوء على عالم عرض الأياء ورأيها في الادوار السينماية المثيرة { كيف تمت مشاركتك في الفيلم السينمائي «سارة»؟ اتصل بي سعيد الناصري وطلب مني أداء دور في الفيلم وبعث لي بالسيناريو، حيث قرأته وأُعجبت بالقصة. وقد كان شعوري بأداء دور البطولة في الفيلم متميزا ومختلطا. أحسست بالفرحة والخوف في الوقت نفسه؛ الخوف من أداء دور مهم يحمل في طياته رسالة معينة وفرحة بالتصوير إلى جانب فنان في حجم سعيد الناصري.
{ كيف كان تقييمك لأدائك بعد مشاهدتك للفيلم أول مرة؟ عندما شاهدت الفيلم في أول مرة كنت كأي مشاهد أتعقب جميع الأخطاء، وانتقدت نفسي بشكل كبير. كانت هناك بعض المشاهد التي رأيت أنه كان من الممكن أن أؤديها بشكل أفضل، ولكن، عموما، وبعيدا عن الغرور أعجبني أدائي، وحتى الأخطاء أرى أنها نقطة إيجابية لأنني سأستفيد منها مستقبلا.
{ عرفناك بادئ الأمر عارضة أزياء ثم منشطة في برنامج «صباحيات دوزيم»، ثم أخيرا ممثلة، ما هي العلاقة بين هذه المجالات الثلاثة؟ هناك علاقة وطيدة بين هذه المجالات، فعرض الأزياء يُعلم الشخص كيف يقدم نفسه، وكيف يبرز شخصيته أمام الناس وكيف يتعامل مع الكاميرا، وهذه الأشياء نفسها تتوفر في مجال التنشيط والتمثيل.
{ إلى أي حد ساعدك عملك في عرض الأزياء في التمثيل والتنشيط؟ العمل في عرض الأزياء ساعدني بشكل كبير، فعرض الأزياء مجالٌ ليس سهلا. العاملة فيه تتمتع بثقة في النفس وبقوة في الشخصية، لأن عارضة الأزياء تكون محط أنظار الجميع. مهنة عرض الأزياء أكسبتني ثقة في النفس، إضافة إلى عدة صفات أخرى ساعدتني في التمثيل والتنشيط.
{ هل تفكرين في ترك عرض الأزياء للتركيز على التنشيط والتمثيل؟ لا أستطيع الرد على هذا السؤال، لأن الفكرة غير مطروحة أصلا بالنسبة إليّ، هذه المجالات الثلاثة تعجبني وبدايتي كانت في عرض الأزياء ولا أتصور ترك هذا الميدان لأي سبب.
{ ولكن ألا تظنين أنك قد تكونين مجبرة على اعتزال عرض الأزياء لقصر عمره؟ صحيح أن عرض الأزياء مهنة عمرها قصير، ولكن اشتغالي في مجال الموضة والأزياء لا يمكن أن يقتصر فقط، على عرض الأزياء، فإن لم أكن فوق منصة العرض قد أشتغل وراء الكواليس. وكما يعلم الجميع، هناك الكثير من عارضات الأزياء الشهيرات على الصعيد العالمي ممن تجاوزت أعمارهن الثلاثين عاما، وبالرغم من ذلك، مازلن حاضرات بقوة في هذا الميدان.
{ ما هو طموحك في المجال الفني؟ اشتغالي في المجال الفني كان له أولوية لأنني أحب التمثيل، لذلك، فطموحي ليس الشهرة بقدر ترك بصمة مميزة في المجال، ولهذا السبب أحرص على التريث في اختيار الأدوار المناسبة والمختلفة، كما أحلم أيضا بالاشتغال في فيلم عالمي.
{ ما هي الخطوط الحمراء بالنسبة إليك في التمثيل وعرض الأزياء؟ الخطوط الحمراء بالنسبة إلي هي الأشياء التي لا تتوافق مع مبادئي وأخلاقي، كما أنه لا يمكن تعدادها، ولكن في المقابل، يكفي أن أقول إنني أرفض كل عمل، سواء في عرض الأزياء أو في التمثيل، غير متاحٍ للمشاهدة بالنسبة إلى الأطفال مثلا. كما أحرص دوما على الاشتغال في أعمال تحترم الناس ولا يخجلون من مشاهدتها.
{ انفصلت مؤخرا عن زوجك، هل للانفصال علاقة باشتغالك تحت الأضواء؟ بالفعل تم الانفصال بيني وبين زوجي ووالد ابنتي، ولكن الانفصال لا علاقة له بعملي لأن زوجي السابق كان يساندني ويشجعني بشكل كبير. أما سبب الانفصال فيعود إلى أمور شخصية، بعيدة عن أمور العمل.
{ كانت إطلالاتك في الدورة الأخيرة من مهرجان مراكش السينمائي الدولي موفقة باعتراف الجميع، هل تختارين إطلالاتك بنفسك أم هناك من يساعدك؟ أختار ملابسي لوحدي وأذهب عند المصممين بنفسي؛ حيث أختار اللباس وما يرافقه من أكسسوارات. وشخصيا أعتبر أن البساط الأحمر يستحق أن نرتدي أحسن ما عندنا، لأننا لا نمثل فقط، أنفسنا بالمرور فوقه، بل نمثل بلدنا ككل، وأنا كعارضة أزياء أظن أن الناس لن يرحمونني إذا أخفقت في إطلالاتي. من جهة أخرى، أرى أننا في بلدنا، والحمد لله، نتوفر على نعمة قيمة هي الزي التقليدي المتمثل في القفطان الذي يستحق أن نبرزه في تظاهرات مماثلة.
{ ما هي المشاريع التي تحضرين لها حاليا؟ من الناحية الفنية، ليست هناك مشاريع كبيرة، باستثناء فيلم قصير سأصوره رفقة الفنانة القديرة أمينة رشيد، إلى جانب مخرجة شابة اسمها لميس، تخطو أولى خطواتها في الميدان. من جهة أخرى، أحضر لدورة تدريبية في مجال الموضة، تهدف إلى تعليم النساء المغربيات أسس اختيار اللباس ووضع الماكياج وتنسيق الألوان والقطع المختلفة من الملابس والأكسسوارات.