بعد أن كان المتطرفون المغاربة متحمسين ل"الهجرة" إلى دولة داعش، يبدو أن الأوضاع الجديدة على الأرض بسبب اشتداد قصف التحافل حول حياتهم إلى جحيم، فأخذوا يسعون إلى الهرب من "داعش"، لكن تنظيم البغدادي يرفض ذلك. فبعد إعدام تنظيم الدولة الإسلامية لعدد كبير من مقاتليها الراغبين في الفرار من القتال، والذين كان من بينهم مغربيان يحملان الجنسية البلجيكية، كثف مقاتلون أوروبيون، من أصل مغربي، اتصالاتهم بعائلاتهم في كل من بروكسيل، ولاهاي، وأمستردام.. يخبرونهم فيها بخوفهم ورغبتهم في العودة. وفي الوقت الذي يريد فيه تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" ترويج عدم تأثره بقصف التحالف الدولي، صرحت مصادر متعددة بوجود انقسامات حادة داخل صفوف التنظيم الإرهابي، مؤكدة أن التنظيم يشهد توترات حادة بين عدد من قياداته ومجموعاته ومقاتليه. الخلافات الداخلية والسياسية والعقائدية التي أدت –مؤخرا- إلى عمليات إعدام راح ضحيتها أزيد من 100 مقاتل، كما كانت الصراعات المسلحة بين قادة ميدانيين مثار رعب كبير بين المقاتلين الأجانب. وأكدت مصادر " اليوم24″ من داخل أراضي ما يعرف ب"دولة البغدادي" أن إعدام المقاتلين، الذي تم خلال الأسابيع الأخيرة، شمل مغربيين من جنسية بلجيكية، فيما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن مجموعة من أمنيي "داعش" ضبطوا مجموعة من الجهاديين الأجانب أثناء محاولتهم التسلسل عبر الحدود، وترك الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم، من بينهم مغاربة وتونسيون. وأضاف المصدر أن تنظيم "داعش" أنشأ سجونا خاصة به في بعض المدن التي يسيطر عليها، ويستخدمها كمراكز تحقيق واعتقال أيضا ضد أفراد التنظيم الذين يتهمون بعدم الإخلاص، مما أثار خلافات حادة بين قادة التنظيم والمقاتلين. ورصد محللون سياسيون متخصصون تنامي ظاهرة تسرب ومحاولات هرب المتطوعين من أراضي القتال بالعراق وسوريا، وهو ما حذا بالتنظيم إلى إعدام 116 متطوعا أجنبيا حاولوا الهرب من مدينة الرقة السورية، وكذا إلى اعتقال 12 مواطنا أوروبيا، منهم مقاتلون يحملون الجنسية البريطانية والألمانية، نهاية الأسبوع المنصرم، بعدما طلبوا إذن العودة إلى بلادهم. وفي سياق متصل، ووفقا للمركز الدولي لأبحاث التطرف في لندن، أبلغ نحو30 حتى 50 جهاديا بريطانيا عائلاتهم برغبتهم في العودة إلى بريطانيا، مما يؤكد وجود تصدعات داخل صفوف التنظيم. ومن المتوقع أن يزيد القصف الدولي من قساوة الوضع داخل دولة البغدادي، التي بدأت تشهد في الآونة الأخيرة انشقاقات تنظيمية وسط كتائب "داعش"، وسعيها للسيطرة على مناطق خاصة بها.