قامت عناصر أمنية تنتمي إلى ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية، «داعش»، نهاية الأسبوع الماضي، باعتقال جهاديين مغربيين كانا يعتزمان الفرار من مناطق سيطرة «داعش» نحو الشمال في اتجاه الحدود التركية السورية. الجهاديان المغربيان اللذان كانا برفقة امرأة، لم تحدد مصادر « اليوم24» هويتها، أحدهما يبلغ من العمر 24 عاما، فيما الثاني في عقده الثالث، وقد تسللا من ريف حلب الشمالي الشرقي، لتفاجئهما دورية أمنية لعناصر «داعش»، حيث تم إلقاء القبض عليهما واقتيادهما إلى معتقل مجهول. ويرابط عدد من مسلحي الدولة الإسلامية «داعش»، قرب مدينة الباب في حلب، في حواجز أقامها التنظيم، لضبط الفارين الذين يتزايد عددهم يوميا، بعدما تكررت محاولات المقاتلين الأجانب (ومن بينهم مغاربة) العودة إلى بلدانهم، بحسب ما أفادت مصادر من داخل أراضي ما يسمى ب»دولة البغدادي»، وهو ما أكده منذ أسبوعين المرصد السوري لحقوق الإنسان. المرصد الحقوقي أشار إلى أن ضبط الفارين تكرر كثيرا في الآونة الأخيرة، وتطور الأمر أحيانا إلى مواجهات أسفرت عن بعض القتلى من بينهم 5 من جنسيات عربية، من بينهم مغربي وجزائري. مصادر محلية أكدت أن الجهاديين المغربيين تم اعتقالهما أثناء فرارهما، وأودعا السجن، يرجح أنه عند أطراف مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي. وحسب مصادر إعلامية محلية اتصلت بها «اليوم24»، فإن العناصر الراغبة في الفرار من جحيم القتال، يلجؤون إلى إرشاء أحد المسؤولين عن الحدود أو السجن في حالة اعتقالهم، من أجل تمكينهم من الفرار من المعسكرات أو السجن. وبعد تنامي حالات الفرار يحاول التنظيم تدارك النزيف في صفوفه عن طريق مواجهة عمليات فرار العشرات من مقاتليه بإعدامهم أو سجنهم وتعذيبهم، ويعمد تنظيم «داعش»، منذ بدء الهجوم، إلى إجبار عناصره على القتال. وكانت صحيفة «الإكسبريس» البريطانية كشفت، الأسبوع الماضي، أن مسلحي التنظيم أصيبوا بحالة من الإحباط والتوتر جراء ما يتعرضون له من «غارات جوية»، إضافة إلى «المعاملة الوحشية، التي يتعرضون لها من قبل قياداتهم، مؤكدة أن أكثر من 100 مسلح أجنبي تم تنفيذ حكم الإعدام فيهم، بعد محاولتهم الفرار». وأشارت الإكسبريس، إلى «نشوء حالة توتر متزايدة بين صفوف مقاتلي داعش، إذ طبقا لمصادر استخباراتية غربية، فإن «عددا ليس بالقليل من مجندي تنظيم داعش قد أصابهم الإحباط جراء عدد الغارات التي يتعرضون لها يوميا من التحالف، إضافة إلى المعاملة الوحشية لتنظيم داعش تجاه سجنائه». وتابعت الإكسبريس، أن «هناك الكثير من التقارير الموثوقة عن إعدامات نفذها تنظيم «داعش» ضد مقاتلين من عناصره حاولوا الهروب من أرض المعركة في العراق، وخصوصاً في الموصل وسنجار قرب الحدود السورية»، لافتة إلى أنه «لم يتضح الأمر إذا ما كان هؤلاء ينوون الهروب من التنظيم، أو الهروب من أوضاع القتال في العراق والعبور إلى سوريا».