خرج العمال والمستخدمون المنظوون تحت لواء مختلف المركزيات النقابية، صباح اليوم الأحد، إلى شوارع وجدة بمناسبة فاتح ماي، شأنهم في ذلك شأن جميع العمال في العالم، ورفعوا شعارات منددة بالوضعية المزرية، التي يعيشونها في العديد من القطاعات. العمال المنتمون إلى الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، الذين بدؤوا احتجاجاتهم اليوم، بوقفة بالقرب من مقر النقابة بشارع ابن رشد، رفعوا شعارات منددة بسياسة الحكومة، وما أسموه تعنتها في الاستجابة لمطالب الطبقة العاملة، مذكرين بمصير جولة الحوار الاجتماعي الأخيرة، التي قادتها المركزيات النقابية مع الحكومة. وكان لافتا للانتباه لباس بعض الموظفين، الذي سخروا بارتدائه من الوضعية، التي يعيشونها، كما هو الشأن بالنسبة إلى الموظفين التابعين للجماعات المرتبين في السلاليم الدنيا، الذين ارتدى أحدهم ملابس سوداء، ووضع صورة بنكيران على وجهه وكتب على زيه شعار "العدالة الاجتماعية في المغرب: الإجازة تساوي السلم 6″، فيما آخر اختار ارتداء جلباب ووضع لحية اصطناعية، وحمل لافتة مكتوب عليها "هرمنا في سلاليم الذل والعار"، في إشارة منه إلى أن العديد من الموظفين أمضوا مدة طويلة في السلاليم الدنيا، وبقي وضعهم على حاله، قبل أن يتحرك العمال في مسيرة في اتجاه وسط المدينة عبر شارع عبد الرحمان حجيرة. وخرج، أيضا، عمال نقابة الاتحاد المغربي للشغل إلى الشارع، وكانت مسيرتهم الأكبر من بين المسيرات التي خرجت، اليوم، في وجدة، على الرغم من أنها لم تتجاوز مشاركة 3000 عامل، نسبة مهمة منهم من الطلبة والمعطلين، ورفعوا شعارات تطالب الحكومة بتحسين وضعية العمال والمستخدمين. أما نقابة الاتحاد الوطني للشغل النقابة، المقربة من حزب العدالة والتنمية، فغيرت هذه السنة برنامجها، ونظمت المهرجان الخطابي قبل المسيرة، وفي هذا السياق أكد محمد العثماني، الكاتب الإقليمي للنقابة على أهمية الإصلاحات، التي تمت في الأربع سنوات الأخيرة على جميع المستويات، غير أنه أكد أن الطبقة العاملة لن تتساهل مع أي تراجع عن الحقوق والمكتسبات، مطالبا بإيجاد حل منصف لمعضلة صناديق التقاعد. وكان لافتا للانتباه في "احتفالات" هذه السنة تراجع عدد العمال والمستخدمين والموظفين المحتفلين، فإذا كانت تقديرات المتابعين تشير إلى أن مسيرة الاتحاد المغربي للشغل لم تتجاوز 3000 عامل، فإن مسيرات النقابات الأخرى لم تتجاوز، وفق المصدر نفسه سقف 2000 مشارك، باستثناء نقابة يتيم، التي قال المصدر نفسه، إنها قاربت في العدد مسيرة الاتحاد المغربي للشغل.