كيفما كانت شهادتي في الصديقة العزيزة والرفيقة خديجة الرياضي ستبقى مجروحة، ليس لأنها ترأس اللجنة التي تبنت الدفاع عن حريتي. وليس لأني كنت دائما أعتبر نفسي فردا في صفوف القاعدة الشعبية العريضة التي تسند ظهر “الجمعية المغربية لحقوق الإنسان” التي رأستها خديجة لولايتين متتاليتين بجدارة وفي ظروف حساسة، ومازالت مناضلة ناشطة ضمن صفوفها وبين رفاقها من المناضلات الشجاعات والمناضلين الصناديد. حصول خديجة الرياضي على أرقى جائزة لحقوق الإنسان تمنحها الأممالمتحدة، هو تتويج من أسمى هيئة أممية للمسار النضالي لخديجة ورفيقاتها ورفاقها داخل “الجمعية المغربية لحقوق الإنسان”، وهو تكريم للمرأة المغربية المناضلة والشجاعة، وهو أولا وأخيرا اعتراف من قبل أرفع منتظم دولي بمصداقية وجدية الخط النضالي الذي تبنته الجمعية “المغربية لحقوق الإنسان” ودافعت عنه خديجة ورفيقاتها ورفاقها، وفي نفس الوقت صفعة كبيرة لزيف الخطاب الرسمي حول وضعية حقوق الإنسان في المغرب الذي يرفع شعارات: “العهد الجديد”، و “هيئة الإنصاف والمصالحة”، و”دستور 2011″… ألف مبروك خديجة وشكرا لك، لأنه بفضل نضالك وضعت اسم المغرب واسم المرأة المغربية في مصاف عظماء التاريخ إلى جانب مارثر لوثر كينغ، ونيلسون مانديلا، وإليانور روزفلت، وجيمي كارتر… ممن سبق أن تم تتويجهم بنفس الجائزة إلى جانب المنظمة العتيدة “أمنستي أنترناسيونال”… شكرا لك خديجة مرة أخرى لأنه بقدر ما حزنت اليوم لفقدان قامة كبيرة مثل نيلسون مانديلا، فرحت كثيرا بخبر حصولك على هذا التتويج الأممي العالي… فهنيئا لك ولأسرتك الصغيرة بهذا الاعتراف الكبير…