قال رحو الحسن، أستاذ بكلية الحقوق بالرباط إنه ليس هناك أي نص حول الإرث متفق على معناه، وأن ثلثا أحكام الإرث لا علاقة لها بالقرآن والسنة وإنما هي أقوال الفقهاء، أما باقي الأحكام فتتراح ما بين القرآن والسنة، علما أن السنة بحسبه ليست وحيا، وإنما تفسيرا بشريا للقرآن. الأستاذ الجامعي، الذي دعا في ندوة اليوم الجمعة 4 مارس إلى المساواة في الإرث بين النساء والرجال في ندوة نظمتها الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب بالرباط تحت عنوان "من أجل نقاش مجتمعي حول منظومة المواريث المغربيات بين القانون والتحولات الاقتصادية والاجتماعية، شن هجوما عنيفا على الفقهاء والعلماء، الذين اتهمهم بالتجارة في الدين. "البام" يدافع عن مجلس اليازمي حول توصية المساواة في الإرث
وقال رحو الحسن، إن أكبر بدعة عرفها تاريخ المسلمين هي بدعة الفقهاء، الذين لم يظهروا في التاريخ الإسلامي إلا في عهد العباسيين. ولم يكتف الأستاذ الجامعي بمهاجمة الفقهاء فقط، بل هاجم منظومة الفقه الإسلامي ككل والتي وصفها بأنها وهمية ولا علاقة لها بالقرآن. وأضاف المتحدث أن هناك تحالفا بين الاستبداد الديني والاستبداد السياسي وأن الفقهاء كانوا في خدمة الدولة منذ العباسيين في بغداد، مبرزا أنه لا معنى في أن يكون للفقهاء ورجال الدين سلطة على الناس بدعوى أن كلامهم مقدس، وهذا هو جوهر الإسلام الذي جاء أولا وقبل كل شيء من أجل تحرير الإنسان من الكهنوت، في الوقت الذي يريد البعض أن يعيدنا إلى العيش تحت سيطرة هذا الكهنوت. ودعا الباحث إلى تعرية خطاب الفقهاء والعلماء، مضيفا أنه خطاب هش ولا علاقة له بالواقع، وقائم على التكفير وعدم تقبل الآخر، كما يستند على منظومة تعليمية فاشلة لازالت تدرس الأطفال أن المرتد يقتل، وتدرسهم أن الإسلام دين ودولة، في الوقت الذي اعترف فيه عدد من الإسلاميين بما في ذلك سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية أنه ليست هناك دولة إسلامية، وأن الإسلام لم يأتي بنموذج محدد للدولة. من جهتها، دعت فريدة بناني، الأستاذة بكلية الحقوق بمراكش في مداخلة لها بعنوان "المساواة: حلقة أخرى..الاجتهادات الفقهية في موضوع الميراث" إلى المساواة بين الرجال والنساء في الإرث بسبب التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي عرفها المجتمع. وقالت بناني إن الواقع الاقتصادي والاجتماعي الذي يعرفه المجتمع يتطلب المساواة في الإرث بين النساء والرجال، لكن إذا لم يتم تحقيق ذلك، فيجب على الأقل حل إشكالية التعصيب وتصبح البنت عاصبة لنفسها.