في حملة أطلقتها منظمة "هيومن رايتس ووتش"، للضغط على الحكومة لإصدار قانون جديد يحمي النساء من العنف اليومي، عبر هاشتاك #الحقاوي_عطيني_حقي، نشرت المنظمة الحقوقية الامريكية قصص واقعية مولمة لعدد من النساء تجرعن المرار، دون أن ينصفهن القانون. فاطمة، هذه السيدة الثلاثينية من فاس التي تعدّ واحدة من بين اللواتي تعرضن للعنف وفتحن قلوبهن لل "HRW"، قالت إنها تزوجت وهي في عمر 17 السنة لكنّ زوجها بدأ يعتدي عليها بعد 6 سنوات من ارتباطهما، حيث كان يلقي عليها الهاتف والكتب والكؤوس، ويبصق في أكلها. على الرغم من أن فاطمة أنجبت طفلين منه، إلا أن ذلك لم يمنع الزوج من مواصلة تعنيفها، فكان يلكمها بقوة إلى أن حطم إحدى أسنانها، و أحرقها في ذراعهابقضيب شواء وفي ساقها بسيجارة، وكان يغتصبها بشكل متكرر، بل كان يجبرهاعلى العلاقة الجنسية معه، بالطريقة التي يرغب فيها "كان يجبرني على الجنسالشرجي". بعد كل هذا التعنيف، حاولت فاطمة اللجوء إلى الشرطة لحمايتها مرتين، وفي المرة الأولى تحديدا سنة 2006 حينما أحرقها زوجها بقضيب شواء، لكنه لما استدعوه أنكر وقال إنه أنقذها من البغاء وأنها أحرقت نفسها، لكنّها وأمام هذا الوضع لم تستطع أن تحضر شهودا لإثبات العكس، كما طلب منها الشرطي، ولأن الأمر حدث داخل بيتهما، فردوا عليها "إن كان لديك شهود، سنساعدك، وإلا فإننا لا نستطيع فعل أي شيء". فصول معاناة فاطمة لم تتوقف عند هذا الحد، ففي سنة 2007 ألقى عليها كأسامملوءة بالأسيد، لكنها أفلتت منها فأصابت الكأس معطفها ومحفظة ابنها فقط، وتابعت "حبسني بعد ذلك 15 يوما في المنزل، ولذلك لم أتصل بالشرطة. واصلت العيش معه لأنني كنت أخاف منه". وفي ظل هذه المأساة الإنسانية، تمادى الزوج في التلذذ بتعنيف فاطمة بشتى الأساليب، وصلت في أحد الأيام لأن يطلب منها، وهو في حالة سكر طافح، أن تخلع ملابسها أمام ابنهما ذي التسع سنوات، فلما رفضت حاول طعنها بسكين ، لكنها استطاعت الهرب ودفع أحد الجيران أجرة التاكسي لنقلها إلى مركز الشرطة. وهنا كانت المرة الثانية التي توجهت فيها الضحية إلى مصالح الأمن لتشكي من زوجها، لكن هؤلاء بدوا خائفين من مواجهة زوجها، ونصحوها بالذهاب إلى عائلتها، قالت إنها رفعت دعوى لدى النيابة العامة في فاس، ولكنها بعد أسبوع عادت إلى زوجها تحت ضغط زوج شقيقتها. قالت إن الشرطة والنيابة لم تتابعا القضيتها اطلاقا . في يونيو 2015، رحلت فاطمة عن زوجها، وكانت وقت المقابلة بصدد رفع دعوى طلاق وهي تعيش في ملجأ خاص، كان ابنها البالغ من العمر 14 سنة يعيش مع عائلتها،بينما يعيش ابنها الأصغر (4 سنوات) مع زوجها.