يبدو أن الجفاف بمنطقة الشرق بدأ يحصد أول ضحاياه، حيث أن تغيير النظام الغذائي بسبب هذا الجفاف أدى إلى ظهور بعض الأمراض التي أدت إلى نفوق عدد من رؤوس الماشية بإقليم جرادة، بل حسب خريصي أمحمد أحد الكسابة المعروفين بالمنطقة فإن العديد من الكسابة فقدوا العشرات من رؤوس الأغنام. ووفق نفس المتحدث في إتصال هاتفي مع " اليوم24″ فإن الكسابة لا يعرفون طبيعة المرض الذي يصيب رؤوس الماشية، مشيرا في نفس الوقت أنه يصيب أكثر الحملان، مبرزا أن هناك من الكسابة من فقد أكثر من 170 رأس. وبالرغم من أن المتحدث نفسه يؤكد بأن الوضع "خطير" إلا أن الدكتور محمد حلوط، عن المصلحة البيطرية التابعة للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتوجات الغذائية والحيوانية بجهة الشرق، أشار إلى أن الأمر يتعلق بعدد من الأمراض وبالخصوص ما يعرف بالتسممات المعوية المرتبطة بالأساس بتغير النظام الغذائي. وأشار نفس المتحدث أن المكتب توجه صوب مدينة جرادة وعقد لقاء مع الكسابة المعنيين وعامل الإقليم واستعرضت نتائج التحليلات المخبرية التي أنجزت على بعض العيانات، حيث أوضح المكتب للمعنيين كيفية التعامل مع الوضع مشيرا إلى أن التلقيح أيضا يلعب دورا مهما في الوقاية من هذه التسممات المعوية، حيث أشار في هذا السياق إلى أن بعض الكسابة يقتنون التلقيح من الأسواق ولا يقومون بتلقيح الماشية إلا بعد مضي وقت على شراء التلقيح، رغم أن هذا التلقيح يحتاج إلى ظروف خاصة للتخزين وإلا فقد مفعوله، هذا وأشار إلى أنه في بعض الحالات حتى التلقيح الذي يشتريه الكساب يكون مهربا. وعلاقة بعدد الرؤوس التي نفقت قال المتحدث نسفه بأن الكسابة يتحدثون عن نفوق عدد معين، لكن ما تمت معاينته وسط 5 من الكاسبة المعنيين هو نفوق رأسين اخضعا للتحليلات المخبرية التي أثبتت أن الأمر يتعلق بالتسممات المعوية. وبالرغم من أن المكتب لا يتدخل في مثل هذه الحالات، التي لا تشكل حالة وباء، وبالنظر إلى أن هذه السنة متسمة بالجفاف وهناك برنامج خاص، فإن تلقيح الماشية المعنية ضد هذه الأمراض سيكون ممكنا.