وجد كسابة الجهة الشرقية في اللقاء، الذي نظمه المجلس، اول أمس السبت، حول قطاع الماشية والجفاف، مناسبة سانحة لكشف العديد من المشاكل التي يتخبطون فيها، حيث أكدوا على ندرة المواد العلفية المدعمة، التي يقولون إنها غير كافية، ولا تتوفر بالأسعار التي يمكن أن تخفف عن الكساب معاناته مع الجفاف الذي استفحل في المنطقة، ومعاناتهم حتى مع الأمراض التي تصيب القطيع. في هذا السياق، كشف محمد خريصي، عن تجمع أولاد سيدي علي لتربية الأغنام والماعز، المنضوي تحت لواء الجمعية الوطنية لتربية الأغنام والماعز، أنهم بحكم وجودهم على الحدود الشرقية يتعرضون لحملات شرسة من مناطق أخرى، في إشارة إلى الجارة الجزائر. وأضاف المتحدث نفسه أن جميع الأمراض التي يتعرض لها القطيع المغربي يكون مصدرها الحدود، قبل أن يثني على المجهودات التي يقوم بها المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية والحيوانية، غير أنه في الوقت نفسه، طالب بلجنة دائمة لليقظة في هذه المناطق لمواجهة أي مشكلة. وأشار في الوقت نفسه، وهو يوجه كلامه إلى المدير الجهوي للمكتب، إلى أن مختبرا وحيدا في المنطقة، والذي يوجد بمدينة بركان لا يكفي. بالرجوع إلى تربية القطيع، كشف المتحدث نفسه أن تدهور المراعي بشكل كبير راجع إلى الحرث العشوائي، متهما في هذا السياق أشخاصا لم يحدد هوياتهم يأتون من المدن، يستغلون مسألة التأمين، ويقومون بحرث هذه المناطق الرعوية، التي تعرف أصلا بضعف مردوديتها، وبعد ذلك يحصلون على التعويض، أكثر من ذلك يكترون المساحات، التي حرثوها للكسابة من جديد. وفي الإطار نفسه، كشف كساب آخر أنه إذا كانت بعض الأرقام تشير إلى وجود 4 ملايين هكتار من الحلفاء، المصدر الرئيسي لتغذية القطيع بالشرق، فإن الحقيقة المرة والصادمة أنه لم يتبق من هذه المساحة سوى 20 في المائة، فيما المساحات الأخرى ضاعت بسبب الحرث العشوائي. وعلاقة بنقط الماء، كشف العديد من الكسابة أنهم يعانون بخصوص هذه المادة الحيوية، خصوصا مياه توريد الماشية. وفي هذا السياق، كشف أحمد جنفي البرلماني عن دائرة فكيك بوعرفة، أن الكساب في هذا الإقليم يضطر إلى قطع 70 كلم للحصول على الماء، مطالبا بضرورة الالتفات إلى هذه الفئة والعناية بها. مشاكل الكسابة في الحقيقة لا تتوقف عند هذا الحد، أو عند حدوث الجفاف، فهؤلاء يؤكدون أصلا أن الجفاف هيكلي في هذه المناطق، وسواء كان الموسم جافا أو لم يكن، فإن التسويق لايزال عائقا كبيرا في وجههم، رغم أن غنم "بني كيل" يتوفر على البيان الجغرافي، لكن لا يتم التعريف بهذه المسألة حسب بعضهم. بالإضافة إلى مشاكل التسويق على المستوى الجهوي، حيث طالب الكسابة بضرورة إقامة أسواق نموذجية، خصوصا في المناطق الشمالية للجهة، التي لا تعرف بتربية الماشية، وأيضا انشاء وحدات تحويل ومجازر عصرية. من جانبه، كشف خالد سبيع، النائب الأول لرئيس مجلس الجهة، أن الجهة ستدعم نشاط الكسب، وفق اختصاصات وإمكانيات الجهة، غير أنه أشار إلى أن هذا الدعم سيكون محدودا بالنظر الى الإمكانيات المادية للجهة، مبرزا أنه سيتم التعبير عنه قريبا، مشيرا إلى أنه يجب أن يكون هناك إطار شمولي للتعاون. وأكد أنه لابد من خطة عمل يضعها جميع الشركاء، تجعل من الجفاف في هذه الجهة معطى بنيويا، ويتم التعامل بشكل دائم مع هذه المنطقة على أساس هذا المعطى.