تسبب غلاء الأعلاف الخاصة بتربية المواشي خلال هذه السنة، التي تميزت بالجفاف وندرة التساقطات المطرية في ارتفاع أثمنة الأكباش، خاصة سلاسة «الصردي» التي تشتهر بها مناطق بني مسكين وأولاد سيدي بنداود بإقليم سطات، وهي الفصيلة التي تمتاز بالجودة، ولها عشاق من جميع أنحاء المغرب، وهكذا وجد السماسرة والشناقة الفرصة سانحة للمضاربة في أثمنة هذه السلالة، ما جعل الأسعار ترتفع بشكل غير معهود خلال هذه السنة، إذ تراوح ثمن الرأس الواحد من هذه الفصيلة بين 2500 و5000 درهم، وهي أثمنة مرتفعة نسبيا تثقل كاهل المواطن بالنظر إلى راتبه الشهري ومدخوله المحدود، خاصة بعد علم الشناقة أن الحكومة قررت صرف أجور الموظفين بصفة استثنائية قبل عيد الأضحى بعشرة أيام. وأكد تاجر أغنام بمنطقة «القراقرة» بأن أثمنة الأعلاف أثرت في أسعار الأضاحي، والتي لا يستفيد منها بالدرجة الأولى «الكسّاب» بل المضاربون والشناقة، بالإضافة الى عدم توفير الدولة الدعم الكافي للكسابة، بعدما اعتبر الموسم الفلاحي للشاوية ورديغة لهذه السنة موسم جفاف، وأكد المتحدث على غياب الأجهزة المختصة في المراقبة للحد من ظاهرة الشناقة، معتبرا أن «الكسّاب» يعاني طيلة السنة من تكاليف الأعلاف التي ارتفعت بشكل صاروخي، مشيرا إلى أن الأضرار المادية يتقاسمها الكسابة والمستهلكون، مفيدا بأن الذي يكسب هو «الشنّاق» الذي لا يمارس تربية الماشية وإنما المضاربة فيها في بورصة سوداء وفي غياب مراقبة الجهات المختصة. وبمناسبة عيد الأضحى المبارك، تم تنظيم موسم إعلامي وتكويني بالبروج للتعريف بسلالة «الصردي» ومميزاتها، وإرشاد الكسابة إلى الطرق الحديثة لتربية الصردي وتطوير إنتاجه. وفي هذا الصدد، تهدف جمعية بني مسكين للتنمية البشرية، التي تم إحداثها في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من خلال هذا المعرض إلى تحسين تسويق أغنام «الصردي» بمنطقة البروج التي تعتبر مهدا لهذه السلالة، والتي تشكل محجّا للراغبين في اقتناء أضحية العيد من هذا النوع المميز، وبغية استقطاب «كسابة» آخرين من مناطق قريبة لبيع ماشيتهم، وكذا تجار الجملة والأفراد من الحواضر القريبة للتزود بأغنام سلالة «الصردي» المتميزة بلحومها. وسعا المعرض إلى تسليط الضوء على قطاع تربية الأغنام من سلالة «الصردي» والمميزات التي تحظى بها ضمن القطيع الوطني من الأغنام، ومحاولة إشراك وإدماج «الكساب» المحلي في تطوير منظومة الإنتاج والتسويق، خاصة خلال فترة عيد الأضحى، وتطوير أعلاف بديلة ورخيصة، والمساهمة في تلافي المشاكل التي يعانيها «الكساب» في عملية تسويق منتوجه من سلالة «الصردي»، خاصة بعد المسافة وارتفاع تكاليف ومخاطر النقل والإذعان لدور الوسطاء خلال عملية البيع.