«لن يكون هناك أي خصاص في قطيع الأغنام والماعز المخصص لعيد الأضحى المرتقب في ال9 أو ال10 من دجنبر المقبل»، هذا ما يؤكده سعيد الفاكوري، رئيس الجمعية الوطنية لتربية الأغنام والماعز. وحسب الفاكوري، فهناك أكثر من 7 ملايين رأس جاهزة للذبح منها 6.5 ملايين رأس غنم و500 ألف رأس ماعز، فيما يستهلك المغاربة يوم «العيد الكبير» 5 ملايين رأس غنم بينها 200 ألف رأس ماعز. لكن ما يؤرق المواطنين هو الخوف من ارتفاع أسعار الأضحية، خاصة أن بعض الكسابة يلجؤون إلى إخفاء مواشيهم الجاهزة للذبح ولا يعرضونها في الأسواق إلا في الأيام الأخيرة قبل موعد العيد، وهو ما يخلق حالة هلع وسط الناس. وهو الأمر الذي يرد عليه الفاكوري قائلا: «سعر الأضحية سيكون ما بين 35 و38 درهما للكيلوغرام في سلالات تمحضيت وبني كيل التي تقبل عليها شرائح واسعة من المغاربة من ذوي الدخل المحدود، خلافا للسنة الماضية التي عرفت فيها أسعار هذه السلالات 32 درهما للكيلوغرام»، مشيرا في الوقت نفسه إلى إمكانية أن يتراوح سعر الكيلوغرام من سلالة الصردي، المعروفة بجودتها المفضلة لدى الأسر الميسورة، ما بين 42 و45 درهما على عكس السنة الماضية التي وصل فيها سعر هذه السلالة إلى 40 درهما للكيلوغرام. ويبقى المشكل الذي يحذر منه المهنيون في قطاع تربية المواشي هو ظهور الوسطاء أو ما يعرف ب«الشناقة» مع اقتراب موعد عيد الأضحى. إذ يرى الكسابة أن المسؤول الأول والأخير عن ارتفاع الأسعار هو الشناق الذي يجني من الأرباح، في 30 يوما الفاصلة عن العيد، ما يجنيه الكساب طيلة سنة كاملة دون أن يبذل أي جهد في تربية الماشية وما تتطلبه من علف وعناية. وحول ما إذا كان داء الطاعون الذي ضرب قطيع الأغنام في المغرب قبل 3 أشهر سيؤثر على أسعار أضحية العيد، قال مصطفى بلفقيه، رئيس جمعية بائعي اللحوم، إن هذا الأمر مستبعد لأن طاعون الأغنام أصاب فئة عمرية من الأغنام غير الجاهزة للذبح، والتأثير قد يكون خلال السنوات القادمة»، لكنه في المقابل يشير إلى بروز مشكل آخر يعترض المهنيين في هذا القطاع مع قرب عيد الأضحى وهو أن الكسابة يفضلون بيع مواشيهم في محطة العيد لأن استهلاك المغاربة للحوم الأغنام ينخفض في باقي أيام السنة، و«هو الأمر الذي قد يساهم في ارتفاع الأسعار»، حسب المصدر نفسه. أما عن الحالة الصحية لقطيع الأغنام المخصص للعيد، فيؤكد الدكتور عزيز مرحبا، رئيس المصلحة البيطرية بالرباط، في اتصال مع «المساء» أن المصالح التابعة لوزارة الفلاحة قامت بمجهودات استثنائية بعد الطاعون الذي ضرب قطيع الأغنام في الآونة الأخيرة، وتمكنت من تلقيح أكثر من 18 مليون رأس في مختلف جهات المغرب، مشيرا إلى أن «الحالة الصحية للقطيع المخصص للعيد سليمة ولا تدعو إلى القلق».