يسخر الأزواج المدمنون لمشاهدة الأفلام الجنسية بمختلف صورها من نصائح الإقلاع، ربما لأنهم سئموا منها، أو لأن تلك التحذيرات ليس لها أساسٌ علمي. لكن متى يتوقفون عن مشاهدة أفلام ال "بورنو" التي تدمر علاقاتهم الزوجية والروحية مع شريكات حياتهم؟ في علم النفس، هناك نظرية تسمى "بافلوف والكلب"؛ حيث كان بافلوب يستخدم جرساً لنداء كلبه. فكان الكلب يأتي مسرعاً لتناول اللحم اللذيذ كلما سمع الجرس. ومع مرور الوقت، ارتبط لدى الكلب أن الجرس يعني وجود الطعام فيسيل لعابه، بحسب إرشاداتشيلا راي، خبيرة العلاقات الزوجية ومؤلفة العديد من الكتب لعلاج المشكلات الحميمية. لكن بعد عدة مرات، لم يعد بافلوف يأتي بالطعام اللذيذ ويصر على استخدام الجرس في ذات الوقت، فكان يسيل لعاب الكلب رغم أنه لم يكن يأكل! هذا تماماً ما يحدث عند مشاهدة الأفلام الجنسية، ذلك أن تلك الأفلام تحفز مراكز الإثارة في المخ، وعندما يكون ذلك مصحوباً بالحصول على النشوة الجنسية من خلال صورة خيالية أو فكرة أو فيديو، سيفقد بعدها الشعور بالإنسان المتمثل بصورة شريكة حياته. ولكن عندما يمنع الرجل نفسه من مشاهدة أفلام ال "بورنو"، فإن الهرمونات تبدأ في التحرر في المرة الأولى التي يرى فيها شريكة حياته، ما يترتب عليه ارتباط الإثارة الجنسية بالزوجة. أما إذا قضى الرجل ساعات طويلة على مدار فترات زمنية يدرب حواس المخ على الاستثارة الجنسية المرتبطة بالمواد الإباحية الخيالية وليس علاقته بشريكة حياته. الأفلام الجنسية تحطم الرغبة كثيرٌ من الرجال أو النساء الذي اعتادوا مشاهدة المواد الجنسية، يفقدون الرغبة عندما يتعلق الأمر بممارستها فعلياً، ذلك أن رغبتهم أصبحت مرتبطةً بالصورة الذهنية في المواد الإباحية، فكثير من الأزواج – حتى صغار السن منهم – يفقدون الرغبة في إقامة علاقة زوجية بصورة طبيعية إلا بعد مشاهدة أفلام ال "بورنو"، ما يُحدث خللاً في العلاقة بين الزوجين. الرجل.. كسولٌ وأناني! بحسب شيلا راي، فإن مشاهدة الأفلام الجنسية تجعل من الرجل شخصاً كسولاً إلى حدٍ كبير، خاصةً أن مدمني هذه المواد يفترضون أن على الطرف الآخر تحقيق رغباتهم دون مجهود، حتى أنهم لا يبذلون أي مجهود في تعلّم كيفية إسعاد أو إرضاء الطرف الآخر، ويشعرون بالملل سريعاً إذا لم يجدوا زوجاتهم مثاليات مقارنةً ببطلات الأفلام. المبالغة في التوقعات تأكد أن المواد الإباحية لا تقدم الصورة الحقيقية للعلاقة الحميمية، بل تتضمن مبالغةً وتمثيلاً مزيفاً، فهذا دور المشاركين في العمل. يقول البروفيسور براندي انجيلار، أخصائي العلاج الجنسي ومؤلف كتاب The Men on The Couch، إن "الأفلام الجنسية تعمد على إقناعك بأن العلاقة الحميمية الناعمة والتي يطلق عليها (Vanilla Sex) أمرٌ بالغ السوء، وأن الاستمتاع بهذه العلاقة لن يتحقق إلا إذا كانت عنيفة ،همجية و مجنونة"، فضلاً عن إيهام المشاهد بأن العلاقة قد تمتد لساعات طويلة، هكذا تخدع الأفلام الإباحية مدمنيها. وتعاني الكثير من زوجات مدمني أفلام ال "بورنو" من إهمال مشاعرهن حتى في وجودهن، حتى أن الزوج قد يعاني من مشكلات جنسية تؤدي إلى برمجة جسده على الحصول على النشوة الجنسية سريعاً، وقد يقوم بذلك عن طريق العادة السرية، فتصبح العلاقة الحميمية مجرد أداء واجب. الرجال يخدعون أنفسهم يظن الأزواج عادةً أن مشاهدة أفلام ال "بورنو" غير مؤذٍ، معتبرين أنها مجرد وسيلة لتعلم فنون العلاقة الحميمية، فضلاً عن تعديل المزاج وتخفيف الإحباط، لكن ما لا يعرفونه هو أنهم يعبثون بالعمليات الكيميائية المعقدة في المخ، والتي يصعب علاجها لتطوير النشاط الجنسي الصحي مرة أخرى. الحل في يد من؟ لا يفترض أن يكون الحل في يد الزوجة بصورة كاملة، ولكن حينما يصل الزوج إلى مرحلة إدمان المواد الجنسية، فإنه يتجاهل مشاعر زوجته دون أن يدرك ذلك، لذلك على الزوجة اتخاذ بعض الخطوات لوضع حد لتلك المشكلة. تضيف شيلا، "ستشعر المرأة بالخيانة والغضب وستبغض ما يفعله زوجها، هذا أمر طبيعي، لذلك امنحي نفسك مساحة الغضب الطبيعية، وتعاملي مع الأمر بجدية، لا تسمحي لزوجك أن يوهمك بأن الأمر طبيعي، وأن معظم الرجال يقومون بذلك، عليكما أن تدركا جيداً أن هذا الأمر ضار لعلاقتكما، وأن استخدام هذه المواد يدمر الحب والمودة بينكما، وعلى الزوج أن يعترف بذلك ويقتنع بأنه عليه أن يتخلص من هذا الأمر سواء كان يشاهدها سراً أو أمامك". الاعتذار المؤقت يعدُّ وسيلةً جيدةً لخداع الزوجات، ولكن ماذا بعد؟ سيتكرر الأمر سراً، حتى وإن اكتشفته مرة أخرى فلن يبالي بردة فعلك، لذلك لا بد من وقفة جادة ومصارحة بين الطرفين لإيجاد وسيلة للحل، دعيه يقترحها بنفسه، وعلى الزوجة أن تحاول تحقيقها إن كانت ممكنة، وطلب المساعدة إن كان الأمر صعباً. ويُفترض من الزوجة أن تطلب من شريكها أن يغمرها بالحب، وأن يشعرها بأنه لا ينساها ولا يستغنى عن وجودها الروحي والحميمي في حياته، وأنها الأجمل والأفضل دائماً، وأن الزواج دائماً هو العلاقة التي تتغلب على هذه الأخطاء، وعلى الزوجة أن تولي اهتماماً خاصاً باحتياجات الزوج في مرحلة علاج إدمان المواد الإباحية. وعلى الزوجين معاً أن يتصارحا باحتياجاتهما دون أن يكون ذلك بمثابة محاسبة أو انتقاص من الطرف الآخر، يمكن تناول الأمر من الناحية الإيجابية، فبدلاً من طرح الأمور السلبية في كل طرف، على الزوجين أن يتصارحا بما يعجبهما في بعضهما البعض وكيف يمكنهما التجديد في علاقتهما الجنسية بصورة دائمة. وسائل مساعدة للرجل تذكر أن الحصول على المواد الجنسية ليس بالأمر العسير، لذلك سيظل القرار نابعاً من إرادتك واحترامك لعلاقتك الزوجية، لذلك قم باتباع الخطوات التالية: * الخطوة الأساسية تكمن فيالتخلص من الأفلام الجنسية لديك على أجهزة الكمبيوتر والهاتف المحمول أو المطبوعة بكل صورها. * ينصحك المعالج والأخصائي النفسي د دوكلاس وايس، بالاستعانة بشخص للمساعدتك في اتخاذ الخطوات الأولى لللتخلص من تلك المواد، فإذا كانت زوجتك قد اكتشفت مشاهدتك لهذه المواد، يمكنك اتخاذ الخطوة السابقة أمامها، حتى تلزم نفسك باحترام هذا التعهد. * قم بتحمل برامج تمنع وصولك لهذه المواقع عبر الانترنتك بعض هذه التطبيقات تتطلب إدخال كلمة سر، حاول أن تدخل كلمة سر عشوائية أو تجعل زوجتك تختارها بحيث لا تتمكن من الوصول إليها مرة أخرى، تعرف على تطبيقات تمنعك من الوصول لتلك المواقع، أو قم بتفعيل تلك الأدوات على أجهزتك الالكترونية. * تجنب مشاهدة الأفلام والإعلانات المثيرة، والتي ربما لا تحتوي على مشاهد جنسية لكنها تثيرك بالفعل، أما إذا تعرضت إليها فقمبصرف انتباهكعنها بأي شيء آخر، كحديث جانبي أو بألعاب التفكير Puzzles.