على خلاف الحكومة المغربية التي دأبت على نشر الكتاب الأبيض في العديد من القطاعات الوزارية، قامت الرئاسة التونسية بنشر الكاتب الأسود الذي يتحدث عن منظومة الدعاية تحت حكم بن علي. الكتاب الذي أعدته دائرة الإعلام والتواصل للرئاسة التونسية، يقدم لائحة بأسماء الصحفيين الذين تعاونوا مع الرئيس المخلوع زيد العبدين بن علي وكذلك الأساتذة الجامعيين والمثقفين الذي اشتغلوا لصالح نظام بن علي، إضافة إلى المتعاونين الأجانب الذين يشتغلون في وسائل إعلام أجنبية. كما ركز الكتاب على وسائل الإعلام الخاصة التي كانت تساند النظام السابق والتوجهات الإعلامية التي كانت سائدة خلال تلك الفترة والتي حددها الكتاب في (التشويه-التزييف-التعتيم ثم الإيهام والمبالغة)، وقد اعتمد النظام السابق حسن الكتاب على أسلوب الإغراء والاحتواء الناعم، ثم كيف تعامل النظام السابق مع المعارضين وعلى رأسهم راشد الغنوشي والرئيس التونسي الحالي منصف المرزوقي من خلال تشويه صورتهم في الإعلام. ويعتبر هذا الكتاب هو نتيجة لجمع كل ما ورد في الوثائق الموجودة في "دائرة الإعلام" والتي نجت من الإتلاف في الفترة السابقة لتولي منصف المرزوقي رئاسة الجمهورية، الكتاب قال بأن العديد من الملفات تم إتلافها وبالخصوص في النصف الثاني من شهر بناير 20110 الذي تم فيه إخراج آلاف الوثائق من رئاسة الجمهورية، كما أن الإتلاف والإخفاء لم يشمل فقط وثائق دائرة الإعلام بل وثائق دوائر أخرى في القصر الجمهوري. ويقول الكتاب في تقديمه إن هذا الكتاب يهدف إلى وصف وتحليل الإعلام والدعاية في عهد الدكتاتورية، "وهو نظام اعتمد السيطرة على المعلومة وانتقائها والسيطرة المطلقة على الوعي الجمعي معتمدا في ذلك على إمكانيات مالية وتقنية هائلة وعلى ترسانة قانونية تسمح بمعاقبة كل خروج عن الحدود المرسومة".