وجه الرئيس التونسي المنصف المرزوقي بوصفه زعيما لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية، المشارك في الائتلاف الحاكم في تونس، انتقادا شديد اللهجة إلى حليفة الرئيسي في الائتلاف، حركة النهضة (اتجاه اسلامي)، متهما إياها بمحاولة «الاستحواذ على مفاصل الدولة». وقال المرزوقي، في رسالة تولى أحد مستشاريه تلاوتها في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر حزب المؤتمر من أجل الجمهورية? الذي بدأ أشغاله بعد ظهرأول أمس، بالعاصمة التونسية ، إن حركة النهضة تسعى إلى «الاستحواذ على مفاصل الدولة من خلال تعيين مقربين لها في المناصب الادارية والسياسية، دون الأخذ بعين الاعتبار عنصر الكفاءة»، مشبها ذلك بالممارسات التي تعود إلى عهد النظام السابق. واحتجاجا على هذه الانتقادات، انسحب على الفور من قاعدة المؤتمر عدد من الشخصيات القيادية في حركة النهضة، التي يتولى أمينها العام، حمادي الجبالي رئاسة الحكومة التونسية، ومن بينهم وزراء الداخلية وحقوق الانسان والفلاحة. وفي رده على هذه الانتقادات، قال زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، الذي بقي في مكانه إلى نهاية الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، إن ما جاء في كلمة المرزوقي لا يعبر عن مواقف حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، معتبرا أن ذلك يعكس ما يردده الخصوم السياسيون لحركة النهضة. يذكر أن منصف المرزوقي، الذي تخلى عن رئاسة الحزب مؤقتا بعد انتخابه في دجنبر الماضي من قبل المجلس التأسيسي، رئيسا للدولة? مناضل حقوقي ورئيس سابق للرابطة التونسية لحقوق الانسان? وهو مؤسس حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية « (يسار قومي) في سنة 2001 ، وكان أحد المعارضين البارزين لنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وبعد انتخابات 23 أكتوبر 2011، التي حصل فيها حزبه على الرتبة الثانية من حيث عدد مقاعد المجلس التأسيسي (29 مقعدا ) قرر المرزوقي الدخول في تحالف مع حركة النهضة التي فازت بالمركز الأول (89 مقعدا) وحزب التكتل من أجل العمل والحريات (يسار معتدل) الذي جاء في المرتبة الثالثة ب 19 مقعدا. وفي إطار هذا التحالف الثلاثي، تولى المرزوقي منصب رئيس الجمهورية وأمين عام النهضة حمادي الجبالي، رئاسة الحكومة ورئيس حزب التكتل، مصطفى بن جعفر رئاسة المجلس التأسيسي، وذلك خلال مرحلة انتقالية من المنتظر أن تنتهي في صيف 2013 بتنظيم انتخابات رئاسية وأخرى تشريعية بعد أن يكون المجلس التأسيسي قد انتهى من كتابة الدستور الجديد.