اعتبرت محكمة العدل الاتحادية الألمانية، أعلى سلطة قضائية بالبلاد، أن خاصية "البحث عن أصدقاء" التي يتيحها فايسبوك لمستعمليه غير قانونية وآلية تسويقية مخادعة تنافي قواعد المنافسة، ما يعني حرمان عملاق التواصل الاجتماعي الأمريكي من أقوى آلية تسويقية يرتكز عليها في جذب مستعملين جدد وبالتالي مد شبكة أعضائه. واعتبرت المحكمة، في حكم أصدرته قبل أيام، أن هذه الخاصية تعد وسيلة تسويقية مخادعة، مؤيدة بذلك قرارين سابقين لمحكمتين واحدة ابتدائية والثانية استئنافية ببرلين صدرا في 2012 ثم 2014، اعتبرت المحكمتان فيهما أن فايسبوك خرق القوانين الألمانية الخاصة بحماية المعطيات و تلك الخاصة بالممارسات المنافية للمنافسة. وقال موقع "ديجيتل تريند"، المتخصص في الشؤون التكنولوجية، تعليقا على الخبر"لا شك أن بعض أصدقائك لا يرغبون في لقائك لا في الواقع ولا في فايسبوك. وبهذا الحكم، صار لهم كامل الحق في أن لا تغرقهم بطلبات إضافة ما كانوا ليرغبوا فيها". وأضاف الموقع ، الذي أورد الخبر، أن المشكل مع هذه الخاصية، من وجهة نظر المحكمة، أنها لا تقصر البحث عن الأصدقاء فقط داخل معطيات الشبكة الاجتماعية نفسها بل تجعله يمتد إلى قائمة الأصدقاء الخاصة بالمستعمل التابعة لبريده الإلكتروني، كما يقوم فايسبوك بإرسال دعوات إضافة باسمه إلى أصدقائه الذين لم ينضموا بعد إلى أرضيته يحثهم فيها على فتح حسابات. ويرى مسؤولون ألمان، وفقه ما نقل عنهم "ديجيتيل تريند"، أن ما يقوم به فايسبوك عبر تلك الخاصية سلوك "متطفل"، صار الآن ممنوعا في البلاد. وتعاني مجموعة من شركات التكنولوجيا الأمريكية الأمرّين بأوروبا. وتجد نفسها كل مرة ملزمة بالدخول في معارك قضائية في عدة بلدان أوروبية حيث تتشدد هذه البلدان في سياسات الخصوصية وحماية المعطيات مقارنة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتضطر شركات مثل "فايسبوك" و"غوغل" في نهاية المطاف إلى التأقلم مع هذه القوانين. ويتطلع اتحاد منظمات الدفاع عن حقوق المستهلك بألمانيا، الذي رفع هذه الدعوى ضد خاصية "البحث عن الأصدقاء" بفايسبوك سنة 2010، إلى معرفة الآثار الأخرى التي يمكن أن يرتبها هذا الحكم على باقي الشركات التي تستعين بخاصيات مشابهة. من جانبها، قالت إدارة فايسبوك تعليقا على القرار المذكور، " إنها "تتدارس أثر هذا القرار على الخدمات" التي تقدمها بألمانيا.