بعد حوالي أسبوعين على واقعة تفتيش حقيبة الوزير الأول السابق، عبد الرحمن اليوسفي بطريقة "مهينة"، خلال زيارته للجزائر لتقديم التعازي لحزب جبهة القوة الاشتراكية في وفاة رفيق دربه، المعارض الحسين أيت أحمد، خرجت الجزائر في شخص وزير خاريجتها رمطان لعمامرة، الذي أكد بشكل رسمي أن اليوسفي "حظي بالاستقبال والاحترام كرجل دولة"، مضحضا بذلك ما نقلته وسائل الإعلام حول تقديم الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لاعتذار رسمي. ونقلت صحيفة "الخبر" الجزائرية عن مصدر رسمي، أن "التحريات كشفت بأن الوزير الأول المغربي السابق عبد الرحمن اليوسفي حظي بمعاملة تليق بمقامه في القاعة الشرفية لمطار الجزائر الدولي بصفته مسؤولا ساميا سابقا، وأيضا إطارا حزبيا معروفا لدى دولة شقيقة وهي المغرب". وذكر المصدر نفسه، أن الأخبار التي تروج حول قيام مسؤول التشريفات بالخارجية الجزائرية بتقديم اعتذاره الرسمي لسفارة المغرب في الجزائر كلها معلومات "غير صحيحة" و"كاذبة". وكما نقلنا في خبر سابق عن مصادرنا المطلعة، فإن اليوسفي "غاضب جدا" من "العبث بحقيبته، وأغراضه الشخصية"، حيث اكتشف بعد وصوله إلى فرنسا أن أغراضه مقلوبة رأسا على عقب ما يدل على أنها قد فتشت تفتيشا دقيقا عبث بكل محتوياتها. وأفاد المصدر ذاته أن اليوسفي يعتزم التقدم بشكوى على إثر هذه الواقعة، التي عرفها المطار الجزائري، في وقت كان فيه التعامل مع الوزير الأول الأسبق جيدا، طوال مقامه في الأراضي الجزائرية، حسب ما أكد المصدر نفسه. وانتقل عبد الرحمن اليوسفي إلى الجزائر قادما من فرنسا لتقديم العزاء في وفاة أحد أبرز قادة التحرير في الجزائر، حسين آيت أحمد، حيث قال خلال التشييع، لوسائل إعلام جزائرية، إنه "كان هناك اهتمام بإنصاف الحسين، وفي هذه الأيام سيعرف العالم من يكون الحسين وما هي برامجه وبرامج أصدقائه". وحظيت وفاة المناضل الجزائري، الذي ربطته علاقات طيبة بالسياسيين المغاربة، خصوصا الاشتراكيين، باهتمام من أعلى مستوى في المملكة، حيث بعث الملك محمد السادس برقية تعزية ومواساة إلى أفراد أسرة الراحل آيت أحمد، الذي توفي بلوزان (سويسرا) عن عمر يناهز 89 سنة.