توقعت مجلة "فورين بوليسي" بناء على مجموعة من المعطيات، أن تندلع عشر حروب جديدة في المناطق الأكثر اضطرابا في العالم، خلال العام الجديد. وحلّت مجموعة من الدول العربية في قائمة المجلة الأمريكية، على رأسها سورياوالعراق وليبيا، مشيرة إلى أن نصف هذه الصراعات ستكون الجماعات الإرهابية المتطرفة طرفا فيها، علما أن أهداف وإيديولجيات هذه التنظيمات تجعل من المستحيل أن تنخرط في مفاوضات أو تسوية لإنهاء النزاع وتعقيد الجهود الرامية للسلام. سورياوالعراق: مع انقضاء عام 2015، تصنف الحرب الدائرة في سوريا بالأخطر، فأكثر من ربع مليون سوري قد قتل، فيما نزح 11 مليونا آخر إلى خارج البلاد، في المقابل فإن تنظيم داعش الذي يسيطر على مناطق شاسعة من شرق سوريا وشمال غرب العراق، دخل في مواجهات مباشرة مع دول من بينها الولاياتالمتحدة وفرنسا، وبريطانيا، وروسيا، لكن ولحد الآن، فإن هذه الدول لم تصغ أي استراتيجية متماسكة للقضاء على هذا التنظيم. وفي العراق، فإن الاستراتيجية الغربية تعتمد إلى حد كبير على الهجمات العسكرية للبيشمركة، والجيش العراقي الذي يتكون معظمه من الشيعة، والميليشيات الشيعية المدعومة من إيران. وبعد استعادة القوات العراقية لمدينة الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار من قبضة داعش، أخيرا، فإن الخطوة المقبلة ستكون في مدينة الموصل للإطاحة بالدولة الإسلامية. تركيا: اعتبرت المجلة أن تصعيدا خطيرا يحدث في نزاع تركيا الطويل مع حزب العمال الكردستاني، وهو ما يثير مخاوف كبيرة. ووفق المجلة، فإن أنقرة تخشى أن يؤدي التضامن الكردي عبر الحدود إلى المطالبة بدولة مستقلة، وقد أضعفت هذه المخاوف تركيز تركيا على محاربة الدولة الإسلامية، مما دفع العديد من الأكراد الأتراك إلى الاستنتاج بأن أنقرة تدعم الجماعة الإرهابية، التي هي في الظاهر عدوهما المشترك. اليمن: من بداية الحرب، قتل 6000 شخص، نصفهم مدنيين، كما نزح أكثر من 2 مليون شخص من منازلهم، فيما فر 120 ألفا آخرين من البلاد، فالحرب دمرت البنية التحتية الضعيفة في البلاد، وعمقت الانقسامات السياسية، وأثارت نعرات طائفية لم تكن ظاهرة. ويشكل هذا الصراع تهديدا حقيقيا فيما يخص الأمن في شبه الجزيرة العربية، خصوصا في المملكة العربية السعودية، عن طريق تغذية نمو الشبكات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية. واعتبرت المجلة أن اليمن تقف في منتصف الطريق بين منزلق العنف والأمل الضعيف في طريقها نحو الانتقال السلمي للسلطة، خصوصا مع وجود مجموعات مسلحة تتنازع على السلطة، منها عائلة الرئيس اليمني على عبدالله صالح الجنرال المنشق، والأخ غير الشقيق لصالح علي محسن الأحمر، بالإضافة إلى التحدي الأكبر، حيث إن نشطاء جنوب اليمن قد يطالبون باستقلال فوري عن البلاد في الجنوب، بينما يمكن أن يطالب الحوثيون في شمال اليمن بحقوق أكبر لمجتمعهم والحصول على الحكم الذاتي. بوروندي: وأعرب محللو المجلة الأمريكية عن اعتقادهم بأن تطورات الأوضاع في بوروندي، حيث يتزايد استياء الشعب بسبب نية الرئيس الحالي الترشح إلى الفترة الرئاسية الثالثة، وهو ما يزيد من احتمالات نشوب حرب أهلية هناك . ليبيا: يبدو أن الدولة الإسلامية سائرة في تعزيز قواعدها في سرت، وهذه المستجدات أدت إلى إلحاح الدول الغربية لضرورة إنهاء الأزمة السياسية، التي تركت البلاد في حالة من الفوضى. إيران وإسرائيل: وتوقعت المجلة أن تندلع الحرب بين إيران وإسرائيل، وذلك على الرغم من نجاح إيران وإسرائيل في العبور بسلام من الأزمة السورية، إلا أن القضية النووية الإيرانية قد تطيح بهذ السلام، خصوصا بعد تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأخير، الذي سلط الضوء على عدم التعاون الإيراني مع الوكالة بالإضافة إلى الإنتخابات الأمريكية المقبلة، والتي ستقحم الدعم لإسرائيل على الأجندة الأمريكية أكثر من أي وقت سابق، مما سيوفر بيئة مناسبة لإسرائيل لإتخاذ إجراء يمكن أن يتسبب في عواقب كارثية غير متوقعة. أفغانستان: لاتزال أفغانستان مسرحا للأحداث، وذلك بسبب الفشل في إيجاد استقرار به، نتيجة الحروب التي تعصف به، وذلك على الرغم من مرور عقد كامل من الاستعدادات الأمنية والتنموية والإنسانية للبلد. كما أن قيادة حركة طالبان في مدينة كويتا تري أن مسألة النصر والحصول على السلطة بدت قريبة المنال، وأن عليهم أن ينتظروا حتى يحين وقتهم بإتمام انسحاب القوات الأمريكية، المخطط له في عام 2014، مما قد يتسبب في اندلاع حرب أخرى هناك. باكستان: تناولت المجلة الوضع في باكستان، وذلك بسبب تدهور العلاقات بينه والولاياتالمتحدة بسبب الأحداث الأخيرة، وأن الانتقال من الديكتاتورية إلى الديمقراطية في هذا البلد لم يتبلور بعد بشكل صحيح بسبب تحكم الجيش المستمر في السياسات الخارجية والأمنية، ذات الأهمية وأن المتشددين الإسلاميين يتسببون في زعزعة الاستقرار في البلاد مما قد يجعل باكستان تسقط في صراع داخلي يصعب عليها تفاديه. كينياوالصومال: وألمحت المجلة في سياق تقريرها إلى احتمالية نشوب حرب بين كينياوالصومال، وذلك بسبب الحملات العسكرية الأخيرة في الصومال ضد حركة شباب المجاهدين، وأن طول بقاء القوات الكينية -ضمن بعثة الاتحاد الإفريقي- في جنوبالصومال أصبح غير مرحب به من الشعب الصومالي، وذلك وسط وجود اإثني صومالي ملحوظ، بالإضافة إلى النسبة السكانية الكبيرة للمسلمين في كينيا، والذين ينتقدون بشدة الحملات العسكرية الكينية في الصومال، مما يثير مخاوف حول وجود احتمال حدوث هجمات عرقية ضد الإثنيات الصومالية في كينيا، خصوصا قبل الانتخابات العامة هذا العام، حيث نشبت أحداث عنف عرقية في أعقاب انتحارات عام 2007. فنزويلا: وذكرت المجلة أن فنزويلا حيث يوجد أعلى معدل للقتل في هذا النصف من الكرة الأرضية، وهو المعدل الذي يعد ضعف معدل كولومبيا وثلاثة أضعاف المكسيك، أن معظم ضحاياه من الشباب الفقراء، الذين يقتلون لأسباب لا قيمة لها مثل هاتف محمول أو ماشابه وتوقعت المجلة تزايد معدلات هذا العنف قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة بعد تسليح الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز لقطاعات من الميليشات المدنية "للدفاع عن الثورة"، حسب تعبيره، وهو الأمر الذي دفع بالجلة لإدراجها على قائمة الدول التي يمكن أن تندلع فيها الحروب. وأشارت المجلة إلى أن الدولة الأخرى هي ميانمار، حيث أشادت بالخطوات التى اتخذت نحو الديمقراطية، أخيرا، مثل تنحى الجيش بعيدا عن خط القيادة السياسية، والافراج عن رمز المعارضة، أونغ سان سو كوي، غير أن المجلة اعتبرت أن هذه الخطوات غير كافية، حيث توجد مطالبات بخروج العديد من معتقلي الرأي الآخرين، بالإضافة إلى تمرير قانون جديد للإعلام سيقلل من قبضة الرقابة، وتوقيع إتفاقيات وقف النار مع الجماعات الإثنية المسلحة، وذلك للتأكيد على عدم إساءة استخدام الجيش لسلطاته مستقبلا في النزاعات على الحدود.