اتخذ حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، قرارا اعتبره الكثير من المراقبين "مفاجئا" بتقديم استقالته من عضوية مجلس مدينة فاس وجهة فاس-مكناس، الأمر الذي طرح عدة أسئلة حول دوافع اتخاذ هذه الخطوة. مصادر مقربة من الأمين العام لحزب الميزان نفت ل"اليوم 24″ أن يكون لهذا القرار أي علاقة بتولي إدريس الأزمي، الوزير المنتدب لدى وزير المالية المكلف بالميزانية، منصب عمدة فاس، أو "تجنب المواجهة معه أو مع حزب العدالة والتنمية"، حيث أكدت المصادر ذاتها أن تسجيل موقف من هذا القبيل لا يمكن أن يتم على مستوى جماعة حضرية، وكان ليكون في ملفات أكبر. وأكدت المصادر ذاتها أن استقالة شباط هذه تأتي على الأرجح للتفرغ لمهامه الحزبية، خصوصا أن 2016 ستكون سنة انتخابية، والعضوية في المجالس المذكورة تتطلب الحضور والمتابعة عن كثب، ما يعني أن الأمين العام لحزب الاستقلال فضل التركيز على "ترتيب البيت الداخلي لحزب الميزان والحرص على تنفيذ قرارات أجهزته، مع الاستعداد للاستحقاقات الانتخابية"، حسب ما أوردت المصادر التي قالت إن حزب الاستقلال "يتوفر على مستشارين أكفاء سيتحملون مسؤولية متابعة أشغال مجلس مدينة فاس عن كثب". وجدير بالذكر أن قرار حميد شباط يأتي أسابيع قليلة بعد انعقاد المجلس الوطني لحزب الاستقلال، تم فيه اتخاذ قرار يقضي بممارسة الاستقلاليين ل"معارضة سياسية وطنية استقلالية"، مع تخويل اللجنة التنفيذية إجراء "مصالحة" مع كل الاستقلاليين الغاضبين، خصوصا أعضاء تيار "بلا هوادة"، على أساس الرجوع إلى مجلس وطني استثنائي يتم خلاله الحسم في كل القرارات.