كشفت مصادر مطلعة أن عددا من أعضاء اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال غاضبون من أمينهم العام حميد شباط، بسبب النتائج التي حققها حزبهم على مستوى الجماعات والجهات بصفة عامة، سواء من الرتبة أو عدد الأصوات المحصل عليها، إضافة إلى النتائج الخاصة بعدد من المدن منها مدينة الدارالبيضاءوفاس، التي هزم فيها شباط أمام حزب العدالة والتنمية، وهو ما جعل عددا من الأصوات ترتفع من أجل المطالبة بأن يقدم شباط استقالته أو عقد مؤتمر استثنائي لإقالته. وأكدت المصادر ذاتها أن اجتماع اللجنة التنفيذية للحزب، الذي عقد يوم السبت الماضي، غاب عنه عدد من أعضاء اللجنة التنفيذية، بسبب تذمرهم وسخطهم على طريقة تسيير شباط، التي أدت إلى نتائج غير مرضية في الاستحقاقات الأخيرة، أضيفت إلى خروج الحزب من الحكومة. وأوضحت المصادر ذاتها أن هناك سيناريوهين من أجل الخروج من ورطة «الاستقالة»، التي تعهد الأمين العام لحزب «الميزان» بتقديمها في حالة عدم تصدر الحزب نتائج الانتخابات الجماعية والجهوية، الأول يقضي بالتفويض لعادل الدويري بتدبير المرحلة في انتظار عقد مؤتمر استثنائي لاختيار أمين عام جديد، في حين أن السيناريو الثاني هو أن يقدم شباط استقالته شكليا ويتم رفضها. مصدر مقرب من حميد شباط أكد أن بعض أعضاء اللجنة التنفيذية غابوا عن الاجتماع بسبب سفرهم خارج العاصمة الرباط، كما أن مسألة استقالة الأمين العام لم يتم طرحها داخل لقاء اللجنة التنفيذية، موضحا أن المرحلة تقتضي استكمال المحطة الانتخابية عبر تشكيل التحالفات على مستوى الجماعات والجهات، فضلا عن وجود محطة انتخابية أخرى تهم أعضاء مجلس المستشارين. وأبرز المصدر ذاته أن تقييم نتائج الانتخابات بصفة عامة سيتم إرجاؤه إلى حين انعقاد الدورة العادية للمجلس الوطني للحزب خلال شهر أكتوبر المقبل. ومن جهة أخرى، طالب تيار «بلا هوادة» للدفاع عن قيم حزب الاستقلال برحيل حميد شباط بهدوء، معتبرا استمراره على رأس الحزب تعني «إبادته في قيمه وثوابته ومبادئه التي يقدرها الشعب المغربي، والقوى الوطنية الحية الحقيقية»، كما جاء في بلاغ أصدره التيار عقب اجتماع عقده أول أمس. وفي هذا الإطار قال علال مهنين، القيادي في تيار بلا هوادة، في تصريح ل»المساء»: «إن الرأي العام المغربي تتبع تصريح شباط وهو يقول إنه سيستقيل إذا لم يحصل حزب الاستقلال على المرتبة الأولى، وعليه أن يفعلها، لأنه بعد مرور انتخابات الغرف المهنية واللجان الثنائية والانتخابات الجماعية والجهوية، لم يحصل الحزب على المرتبة الأولى، كما أن انتخابات مجلس المستشارين المقبلة نتائجها محسومة مسبقا بسبب الكتلة الناخبة، ولن يتصدرها الحزب، فماذا ينتظر؟». وأكد مهنين أن عددا من الاستقلاليين بمختلف المدن (فاس وأكادير وسلا والشرق) الذين فضلوا الصمت في المرحلة الماضية، اتصلوا بقادة التيار يعبرون عن استيائهم مما آلت إليه الأوضاع داخل حزب الاستقلال، ويطالبون بالتعبئة من أجل المطالبة برحيل الأمين العام. وسجل تيار بلا هوادة بقلق «النتائج الكارثية التي حصل عليها حزب الاستقلال في العديد من المناطق، وبصفة خاصة في كبريات مدن المملكة ومن ضمنها مدن كانت تعتبر قلاعا استقلالية بامتياز»، مشيرا إلى أن هذا ناتج عن «انتهاك أنظمة الحزب وقوانينه، واستهداف المناضلات والمناضلين، وفتح الباب أمام العديد من رموز الفساد والمتابعين أمام القضاء». وتحدث البيان عن أن « الأخلاق السياسية، واحترام الرأي العام تحتم على كل مسؤول عن حزب سياسي تقديم استقالته بعد أي هزيمة مدوية، ناتجة عن سوء الاختيارات، وسوء التدبير، كما تؤكد أن منطق الأمور يقتضي الالتزام بما سبق أن صرح به هذا المسؤول بتقديم استقالته في حال الهزيمة دون أن يطلب منه أحد ذلك».