رفض المغرب تسليم رجل أعمال موريتاني إلى بلاده، لكن بالمقابل طلب منه مغادرة التراب الوطني المغربي بسبب رغبته في ممارسة أنشطة سياسية انطلاقا من المملكة. وذكرت مصادر أنه عقب إعلان رجل الأعمال الموريتاني، المقيم في المغرب، محمد ولد بوعماتو، منتصف شهر غشت الماضي، تأسيس "هيئة تكافؤ الفرص في إفريقيا" سبيلا لدعم الديمقراطيات الناشئة في إفريقيا، وصل إلى الرباط، في زيارة سرية، مدير أمن الدولة الموريتاني المفوض الإقليمي، سيدي ولد باب الحسن، الذي وفور لقائه مع نظرائه المغاربة طلب تسليم بوعماتو، بحجة أن إقامته في المغرب بعد إعلان إنشاء الهيئة المذكورة "لم تعد إقامة عادية، والنشاط الذي يخطط القيام به يجلب ضررا لعلاقات البلدين"! . وكشفت مصادر خاصة لموقع "أنباء أنفو" الموريتاني عن تحسن العلاقات الموريتانية المغربية خاصة في مجال التعاون الاستخبارتي وتبادل المعلومات السرية المتعلقة بنشاط شخص أو أشخاص يقيمون في أحد البلدين. المغرب، حسب المصادر ذاتها، أبلغ ضيفه الموريتاني أنه بالنسبة لطلب التسليم من المستحيل الاستجابة له، لسبب واحد هو أن آخر دخول لولد بوعماتو إلى الأراضي المغربية تم بجواز سفر فرنسي وليس بجواز سفر موريتاني. المصادر أفادت أنه بعد اللقاء مباشرة، أبلغت السلطات المغربية ولد بوعماتو بأنه إذا أراد ممارسة أي نشاط سياسي فلن يكون المغرب هو المكان المناسب لذلك العمل. ومنذ إبلاغه، غادر ولد بوعماتو المغرب، "وهو الآن يتجول بين عواصم أوروبية وافريقية رغم تأكيده الدائم لمقربين في عائلته أنه سيعود للإقامة بشكل دائم في مراكش بمجرد ما تنتهي إصلاحات ضرورية لمنزله هناك"، حسب المصدر ذاته.