ألقت التفجيرات الإرهابية الأخيرة العابرة للقارّات ظلالا داكنة على القطاع السياحي في مدينة مراكش، أسابيع قليلة قبل احتفالات رأس السنة الميلادية. فدوى اشبالي، المندوبة الجهوية لوزارة السيّاحة بمراكش، أكدت أن نسبة الملء بالفنادق المصنفة بالمدينة الحمراء لم تتجاوز 50 في المائة، حتى نهاية شهر نونبر الماضي، وهي النسبة التي يبدو أنها تراجعت قليلا حتى عن الخمسة أشهر الأولى من العام الجاري، التي لم تتعد فيها معدلات نسب الملء 51 في المائة، مسجلة انخفاضا بنسبة 4.5 في المائة مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي. واستمر تراجع عدد السيّاح الوافدين على المؤسسات الفندقية بمراكش، خلال الستة أشهر الأخيرة من العام الجاري بالوتيرة نفسها تقريبا، التي شهدتها الشهور الخمسة الأولى، والتي عرفت تراجعا بنسبة 2.4 في المائة مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، التي وصل فيها عدد السيّاح إلى 852 ألفا و317 سائحا، بينما تدنى العدد خلال الشهور الخمسة من العام الحالي إلى 816 ألفا و302 سائح، وفق الأرقام التي تم كشفها خلال الورشة الوطنية حول السياحة المستدامة، التي تم تنظيمها بمراكش خلال شهر يونيو الماضي. المندوبة الجهوية لوزارة السياحة بمراكش حاولت التخفيف من حدة التأثيرات السلبية المحتملة للأعمال الإرهابية، التي ضربت بقوة عددا من الدول، على السوق السياحي بالمدينة السياحية الأولى في المغرب، متحدثة عن إلغاء طفيف للحجوزات، الذي لم يتجاوز نسبة 3 في المائة حتى نهاية شهر نونبر الماضي، موضحة أن هذا التراجع الطفيف مرده إلى كون هذه الإحصائيات لا تأخذ بعين الاعتبار عدد السيّاح الوافدين على الفنادق غير المصنفة ودور الضيافة، مضيفة أن المدينة ستشهد، خلال الأيام القليلة المقبلة، تنظيم العديد من المؤتمرات الدولية، ما يؤكد بحسبها ثقة منظمي هذه المؤتمرات في أجواء الاستقرار والأمن، التي يعيشها المغرب. من جهته، علل فاعل سياحي محلي، فضل عدم الإشارة إلى اسمه، الانخفاض المسجل على مستوى الإيواء بالفنادق المصنفة بمراكش، إلى التملص الضريبي، المتمثل في عدم تصريح أصحابها بالأرقام الحقيقية للسيّاح المقيمين بمؤسساتهم، وتهربهم من مسؤولية القيام بالدعاية لفنادقهم بالأسواق السياحية الخارجية، مفضلين إلقاء وزر مهمة الترويج للمنتوج السياحي الوطني على عاتق وزارة السياحة. وأوضح المصدر نفسه أن الشهور الثلاثة الأخيرة من السنة تُعرف لدى مهنيي قطاع السياحة ب «الموسم السياحي المنخفض»، مضيفا أن الحجوزات للاحتفال برأس السنة الميلادية لا تنطلق عادة بمراكش إلا بعد الخامس والعشرين من شهر دجنبر. يذكر أن وفدا يمثل المجلسين الجهويين للسياحة بمراكش وأكادير توجه، أمس الأحد، إلى روسيا للترويج للمنتوج السياحي المغربي واقتحام هذه السوق الواعدة.