بعد مرورها بنقاط التفتيش الأمنية العادية في مطار نيوارك ليبرتي الدولي في طريقها إلى إسطنبول لقضاء عطلة، أخضعت كميلة رشيد لمزيد من الاستجواب من قبل موظفي الجمارك. ولئن سمح لها لاحقا بالصعود على متن طائرة يونايتد إيرلاينز، فإنها أجبرت في نهاية المطاف على مغادرة الطائرة قبل الإقلاع لاستجوابها من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي). قالت الأميركية المسلمة البالغة من العمر 30 عاما للجزيرة الإنجليزية إن محنة ساعتين ونصف الساعة في اليوم السابق أصابتها بصدمة وإنها غير قادرة على التفكير في السفر مرة أخرى. وأضافت "لقد كانت محاولة لإذلالي ونبذي"، وتابعت "أعتقد أنما حدث هو لكوني مسلمة، لأنني مسافرة إلى إسطنبول، لأن لديهم سلطة غير مقيدة بضوابط، لأن الأمن يعني انتهاك حقوق الناس، لأنه يوجد نقص عام في فهم ما يعنيه الأمن". وكميلة رشيد واحدة من المسلمين في الولاياتالمتحدة الذين يعتقدون أنهم ضحايا النظرة النمطية بعد هجمات باريس الأخيرة التي وقعت يوم 13 نوفمبر الجاري وأودت بحياة أكثر من 130 شخصا. وقالت كميلة إنها كانت الراكب الوحيد من نحو 200 حيث طلب منها مغادرة الرحلة يوم الثلاثاء، كما صادر موظفو الجمارك جواز سفرها وهاتفها. وقالت "كنت الشخص الوحيد المسلم بشكل واضح"، في إشارة لأنها ترتدي الحجاب. وفي الأيام الأخيرة بعد هجمات باريس، بلغت أعمال تخريب المساجد والتهديدات ضد المسلمين مستويات غير مسبوقة في الولاياتالمتحدة، يغذيها تشدد اليمين الأميركي وسط حملة الانتخابات الرئاسية الجارية، وفق ما يؤكد ناشطون. ويشير إبراهيم هوبر المتحدث باسم مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية، أكبر جمعية مسلمة للحريات المدنية، أن هذا حدث "في فترة قصيرة جدا وهذا ما يجعله غير مسبوق". فمنذ 13 نوفمبر سجل المجلس وقوع عشرات الحوادث المعادية للإسلام، منها إطلاق نار على مسجد ميريدن في كونيتيكت، وتخريب في مركز إسلامي في بفلوغرفيل في ولاية تكساس حيث لطخ بابه بالبراز، فضلا عن رسوم غرافيتي صورت برج إيفل على جدار مركز إسلامي في أوماها في ولاية نبراسكا. وقبل يومين نشرت صحيفة واشنطن بوست افتتاحية ومقالين عن التصريحات المعادية للاجئين والمسلمين في أميركا الصادرة من المرشحين الجمهوريين المحتملين، ودعت إلى الوقوف في وجه هذه الحملة "التي يتزايد قبحها يوما بعد يوم". وركزت واشنطن بوست على تصريحات المرشح الجمهوري المحتمل دونالد ترامب، وقالت إنها تشكل تحديا لجميع الأميركيين، وإن تجاهلها سيعزز الأكاذيب والتخويف والكراهية التي ينشرها. وأوردت المقالتان التصريحات المعادية للاجئين والمسلمين الصادرة من أغلب المتنافسين الجمهوريين مثل رفض استقبال اللاجئين وخاصة السوريين وترحيل من استقروا بأميركا، أو استقبال المسيحيين فقط من الشرق الأوسط، وإغلاق المساجد "المشبوهة"، ووضع قاعدة بيانات لمراقبة المسلمين بالولاياتالمتحدة وملاحقتهم واستخراج بطاقات هوية خاصة بهم توضح ديانتهم، وتشبيه اللاجئين السوريين بالكلاب المسعورة، ورفض إمكانية أن يصبح المسلم رئيسا للولايات المتحدة، والتحذير من أن هجرة المسلمين لأميركا هي في الواقع محاولة "لاستعمار أميركا".